صفقة مكلفة ومستقبل غامض

انتقد رئيس الوزراء الأسترالي السابق مالكولم تورنبول اتفاقية “أوكوس” التي أبرمتها الحكومة الأسترالية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، واصفًا إياها بأنها “صفقة سيئة” و”غير عادلة” لأستراليا. وأشار إلى أن الاتفاقية التي تنص على شراء أستراليا ما بين ثلاث إلى خمس غواصات نووية من طراز فيرجينيا من الولايات المتحدة، تفتقر إلى الضمانات الكافية، ما يعرّض الأمن القومي والسيادة الأسترالية للخطر.

انتقادات لاذعة لسياسة الحكومة

في تصريحات أدلى بها داخل مبنى البرلمان، تساءل تورنبول عن الجدوى من هذه الصفقة، قائلاً: “هل سيعجب دونالد ترامب بهذه الاتفاقية؟ بالطبع، لأنها سيئة جدًا بالنسبة لنا”. وأضاف أن الصفقة تمنح الولايات المتحدة الأفضلية بينما تترك أستراليا بلا أي ضمانات واضحة بشأن تسليم الغواصات.

وأشار تورنبول إلى أن الاتفاقية، التي تبلغ قيمتها حوالي 368 مليار دولار، قد تترك أستراليا في وضع صعب، حيث تعتمد بالكامل على قرار الولايات المتحدة فيما يتعلق بتسليم الغواصات. واعتبر أن بند التصديق الرئاسي الأمريكي، الذي يشترط ألا يؤثر تسليم الغواصات لأستراليا سلبًا على القدرات البحرية الأمريكية، يجعل الصفقة محفوفة بالمخاطر.

التداعيات الدبلوماسية والسياسية

تأتي انتقادات تورنبول بعد سنوات من التخلي عن صفقة غواصات سابقة مع فرنسا، والتي أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون بالكذب بسبب إلغاء الصفقة.

من جانبه، دافع وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز عن الاتفاقية، مؤكدًا أنها تصب في المصلحة الاستراتيجية للبلاد وتحقق فوائد صناعية كبيرة. وأضاف أن “أوكوس” ليست مجرد صفقة قصيرة الأمد، بل التزام طويل الأمد بين الحلفاء، مشددًا على أن التغيرات السياسية لن تؤثر على تنفيذها.

هل تخسر أستراليا أكثر مما تكسب؟

رغم تأكيد الحكومة الأسترالية التزامها بالاتفاقية، فإن التساؤلات تبقى قائمة حول مدى جدواها وأثرها الحقيقي على الأمن القومي. يرى المنتقدون، ومن بينهم تورنبول، أن أستراليا قد تجد نفسها في موقف ضعيف، حيث تدفع مليارات الدولارات لدعم الصناعة الدفاعية الأمريكية دون ضمانات واضحة بأنها ستحصل على الغواصات المطلوبة.