تتصدر الأحوال الجوية في أستراليا عناوين الأخبار مجددًا هذا الأسبوع، حيث تشهد البلاد فيضانات مستمرة في كوينزلاند، وتكوينًا سريعًا لإعصار على سواحل غرب أستراليا، إلى جانب عواصف رعدية عنيفة في نيو ساوث ويلز.

في حين تغمر الأمطار شمال وشرق البلاد، تعاني الولايات الجنوبية من موجة حر شديدة أخرى.

موجات حر قياسية في فبراير

يوم الأربعاء، ارتفعت درجات الحرارة في جنوب أستراليا لتصل إلى 18 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، مسجلةً رقمًا قياسيًا جديدًا لشهر فبراير عند 48.7 درجة مئوية في مدينة أودناداتا.

على الرغم من أن شهر فبراير يمثل ذروة موسم الطقس القاسي، إلا أن معظم الأحداث الجوية المتطرفة هذا الشهر تفاقمت بسبب ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة مياه البحار المحيطة بأستراليا.

فقد بلغ متوسط درجة حرارة سطح البحر في المياه الأسترالية خلال شهر يناير 24.6 درجة مئوية، وهو الأعلى على الإطلاق لهذا الشهر، متجاوزًا المعدل طويل الأمد بأكثر من درجة مئوية. وهذه الزيادة في الحرارة تعد الشهر الرابع على التوالي الذي تسجل فيه البحار الأسترالية درجات حرارة قياسية.

ارتفاع حرارة البحار وتأثيره على الطقس

حاليًا، توجد أكبر الانحرافات عن المعدل الطبيعي قبالة سواحل غرب أستراليا ونيو ساوث ويلز، حيث تزيد درجات الحرارة بمقدار يصل إلى 3 درجات مئوية فوق المتوسط.

وفي بحر تسمان، ارتفعت حرارة المياه إلى مستويات يمكن أن تدعم نظريًا تكوين إعصار استوائي، حيث تجاوزت 26.5 درجة مئوية شرق سيدني.

تعمل هذه الحرارة الزائدة على تعزيز الظواهر الجوية العنيفة بسبب زيادة التبخر، مما يؤدي إلى تراكم المزيد من الرطوبة في الغلاف الجوي، ما يسهم في هطول أمطار غزيرة.

تأثير التغير المناخي وموجات الحر

بعد ثاني أكثر شهري ديسمبر ويناير حرارة في تاريخ أستراليا، تستمر موجات الحر في التأثير على البلاد خلال شهر فبراير.

يؤدي تيار هوائي شديد الحرارة قادم من المناطق الداخلية إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية وصولًا إلى سواحل جنوب أستراليا.

سجلت محطات الأرصاد في أديلايد درجات حرارة بين 41 و44 درجة مئوية يوم الأربعاء، حيث وصلت إلى 43.3 درجة مئوية في ويست تيراس، بفارق درجة واحدة فقط عن الرقم القياسي لشهر فبراير.

لكن من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بشكل حاد مع قدوم تيارات هوائية باردة من المحيط الجنوبي، حيث ستهبط درجات الحرارة بمقدار 20 درجة مئوية خلال 48 ساعة.

عواصف رعدية عنيفة في الشرق وثلوج غير متوقعة

تسبب التيارات الهوائية الدافئة والرطبة القادمة من بحري المرجان وتسمان في تكون عواصف رعدية عنيفة في شرق أستراليا.

وقد شهدت نيو ساوث ويلز بالفعل ثلاثة أيام من العواصف الرعدية العنيفة هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع، مع امتدادها إلى فيكتوريا وكوينزلاند.

ومن المتوقع أن تتسبب هذه العواصف في هطول أمطار غزيرة ورياح قوية في سيدني وكانبيرا يوم الجمعة، قبل أن تتجه نحو الشمال، مما يؤدي إلى اضطرابات جوية في شرق كوينزلاند.

وفي تحول نادر، ستنخفض درجات الحرارة بشكل كبير لدرجة قد تؤدي إلى تساقط الثلوج على المرتفعات في تسمانيا، وربما حتى على جبال الألب الأسترالية ليل السبت.

الإعصار الاستوائي زليا يهدد الساحل

بعد بداية بطيئة لموسم الأعاصير، بدأ النشاط يزداد، حيث تشكل الإعصار الاستوائي “زليا” الذي يُرجح أن يكون أول إعصار يصل إلى اليابسة هذا الموسم.

اكتسب “زليا” قوته يوم الأربعاء بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيط التي تجاوزت 31 درجة مئوية قبالة سواحل غرب أستراليا، ومن المتوقع أن يزداد قوة قبل أن يضرب الساحل في وقت متأخر من يوم الجمعة.

لا تزال التوقعات متباينة بشأن موقع وزمن وصول الإعصار، ولكن السيناريو الأسوأ يتمثل في عبوره مباشرة فوق مدينة بورت هيدلاند أو حتى كاراتا أو روبرن بقوة تصنيفها 3 أو أعلى.

قد تسجل المناطق المتأثرة بالإعصار هطول أمطار غزيرة تتراوح بين 100 و400 ملم، مع امتداد الأمطار الغزيرة لمسافة 300 كيلومتر شرقًا إلى منطقة كيمبرلي الغربية.

في حين أن التأثير المباشر للإعصار قد يكون محدودًا جغرافيًا، فإن الخطر الرئيسي يكمن في احتمال تباطؤه بعد وصوله إلى اليابسة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى فيضانات مدمرة، على غرار ما حدث مع الإعصار “جاسبر” في ديسمبر 2023.

لحسن الحظ، تشير النماذج إلى أن “زليا” سيتحرك بسرعة نحو الداخل وسيتلاشى بحلول أوائل الأسبوع المقبل، مما يقلل من خطر الفيضانات الكبرى.

خاتمة

تتفاقم الأحوال الجوية القاسية في أستراليا بسبب ارتفاع حرارة البحار والتغير المناخي، مما يؤدي إلى موجات حر، فيضانات، وعواصف رعدية عنيفة، إلى جانب تزايد نشاط الأعاصير. وعلى الرغم من توقع انخفاض درجات الحرارة مؤقتًا، لا تزال المخاطر الجوية قائمة، مما يتطلب استعدادًا مستمرًا لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة.

المصدر: