بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
وعضو الهيئة الإدارية بمجله عرب أستراليا
Edshublaq5@gmail.com

في أخر الزمان، وكما جاء في المراجع والوثائق التاريخيه والدينيه ( الكتب السماويه ) ، يفاجئ الانسان أو من بني البشر ( بني أدم) Man Kind والذي ظهر في هذه الرحله والمعده سلفا ( لما يسمى ب الحياة أو الدنيا ) ومنذ أن ابصر النور أو خرج باكيا من ظلمات الرحم ليجد نفسه مع مخلوقات أخرى تشاركه نفس الهواء والغذاء والدواء وربما لاحقا في الافراح والاحزان إن جاز التعبير!.
موضوعنا اليوم ليس كئيبا أو حزينا بمفهوم البعض ولا تشائميا انما هو الحقيقه المطلقه والتي لا زيف فيها ولا وهم وأردت أن أسوقه لتذكير أنفسنا بهذه المسلمات ففي هذا العام فقدت شخصيا العشرات من الاصدقاء والمعارف والاقارب سواء نتيجه الحروب أو الامراض أو الحوادث الاخرى وحقيقه الأمر أننا تعلقنا بهذه الحياة الدنيا كثيرا وخصوصا بعد ازدهارها وتجملها من مظاهرجذابه كالمال الوفير ( حلالا وحراما ) وتوفر الشهوات LGBT وسوء الاخلاق والعصيان والتمرد لكل ما يتعلق بالمبادئ والقيم الانسانيه وعدم احترام الاباء والامهات ولا صله للارحام وزياده السرقات وكثره الموبقات وغيرها وغيرها. هذه الدنيا ومن إسمها صممت لتكون ساحه إختبار أو إمتحان موئقته يبقى الانسان ( ذكرا أم أنثى ) فيها لمده معينه يقوم بعمل ما كتب أو قسم له مسبقا ومن ثم يحاسب عليه لاحقا ( إن كنت من الموحدين أو المؤمنين ) وكلمات « الدنيا والعليا « مؤكدا ذات مدلول واضح للمستويات والمسافات والمقامات فمنذ بدء الخليقه أو الكون كان هناك «الثرى» وكانت هناك «الثريا» وشتان بين الاثنين وسبحان خالق الكون الذي صمم وخلق هذه المستويات، فالحياة الدنيا فانيه هالكه لا تحتوى الكثير من السمو والرقي فهناك القتل والسحر والحسد والحقد والتباغض بالاضافه الى الشهوات وقد وجد الانسان نفسه في هذه المعمعه أو التناقضات ليبقى حتى أجل محدود سيحاسب عليه وبالتفصيل وحيث الادله والشهود والقصه بدأت في الواقع منذ أن كان الانسان ( أدم) في الحياه العليا ( حيث السمو والطهر والعفاف والكمال وغيرها من الصفات الملائكيه إن جاز التعبير !) أو الجنه ! ومن ثم هي القصه المشهور لشجره الخلد وملك لا يبلى ووسوسه الشيطان والى ما هناك والتي انتهت فصولها بنزول أبو البشر ( أدم) إلى ما سميت بالحياة السفلى أو الدنيا والتي قد يصل فيه الانسان الى اقسى / اقصى درجات أو مستويات الدونيه أو ( البهيميه / الحيوانيه ) نتيجه صفاته الارضيه.
قصه الانتقال من (الدنيا الى العليا) رحله غريبه ومثيره وربما لا يود أن يتذكرها البعض فقد تنغص عليه حياته وطموحه وخططه الاستراتيجيه ( خطه ألف وخطه باء وربما جييم) والتي جلها لاستغلال الوقت وليس لها علاقه بصنع القرار النهائي والذي قد كتب منذ زمن بعيد وقبل خلق الانسان نفسه ( شقي أم سعيد ! ) ، فالمسافه أو خط التماس بين الحياتين قد يكون عده سنتيمترات أو أمتار أو أكثر من ذلك ومن تلك الامثله ( …. ونحن أقرب أليه من حبل الوريد …. ( الرب) !) والانسان يموت مؤقتا أو تخرج روحه لتكون فوق رأسه عند النوم ثم ترجع له مره أخرى عند الاستيقاظ لتدخل بدنه مره أخرى والملائكه الكرام ( 2) والموجوده على كتفي الانسان لتوثيق الاعمال خيرها وشرها وقد دلت الاحداث العلميه والموثقه في عالم الطب بما يسمى بخروج الروح المؤقت ( ربما ثواني ) فروح الانسان كانت على مسافه قريبه جدا من بدنه وقد شاهد ما كان يدار في غرفه العمليات مثلا ( في أحد الروايات) وقد تم التأكد من صحتها عند عوده الروح مره أخرى للبدن فلم يكن موتا نهائيا. الروح من أمر ( الله) أو الخالق ولا يمكن التكهن بها لا بالشكل ولا بالمضمون ولكن مؤكدا هي الماده أو النفخه أو الشيء السحري الذي يوضع في المخلوق كي يتحرك ( مثل نظام التشغيل في أجهزه الحاسب الالي – الكمبيوتر إن صح التعبير !) فالروح هي التي تشغل الاجهزه العصبيه والسمعيه والبصريه والدماغيه والتناسليه وكل ما يتعلق بأداء الانسان واذا ما اراد الخالق أن يسترد أو يسترجع خلقه ( إنا لله وإنا أليه راجعون ) أو أمره فيتم إنتزاع الروح من البدن فكما دخلت في السابق ويتم إخراجها عن طريق الملائكه الموكله بذلك الامر أو المهمه والتي تعيد الانسان أخيرا إلى عالم الروح أو الغيب والشهاده وعندها يكون الحكم أو القرار للوجهه النهائيه لهذا الانسان Final destination فاما نعيم دائم ( جنه ) أو جحيم دائم ( نار )! فهل نعتبر يا أولي الالباب ونحضر/ نستعد تماما لرحله التخرج والعوده هذه ذات الاتجاه الواحد – One way journey – اللهم أحسن ختامنا !والله المستعان.