جاءنا ما يلي:
في الذكرى 37 لتغييب سماحة الامام موسى الصدر نظمت ممثلية حركة أمل في سيدني احتفالاً جماهيرياً تخلله عشاء وحضره حشد من أبناء الجالية العربية. وكان في مقدمتهم ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى فضيلة الشيخ كمال مسلماني والأب طوني موسى ممثلا راعي الابرشية المارونية في أوستراليا سيادة المطران أنطوان طربيه، والقنصل اللبناني العام الاستاذ جورج بيطار غانم والسناتور شوكت مسلماني وكذلك شارك ممثلون عن حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، التيار الوطني الحر، تيار المردة، مجلس الجالية اللبنانية ، حركة الشباب المسلم العلوي، ابناء مرياطة جمعية كفرصارون وبالإضافة الى ممثلين عن الاعلام العربي.
افتتح الاحتفال بآي من الذكر الكريم قرأها الحاج علي مسلماني ثم تلا عريف الحفل الاستاذ علي وهبي مقدمة مقتبسة من وحي المناسبة ومن سيرة الامام الصدر ومسيرة حركة المحرومين أفواج المقاومة اللبنانية أمل.
ثم قدم المتكلمين على التوالي: فضيلة الشيخ كمال مسلماني ، الأب طوني موسى الذي أسهب بالحديث عن سيرة الامام الصدر ومنهجيته المميزة وشخصيته الفذة وتأثره بمدرسة أهل البيت وثورة الحسين ما أعطاه أفقا أوسع للتألق والإبداع في اتخاذ المبادرات الوطنية.
ثم كانت محطة شعرية مع الشاعر ابو علي حسين ضاوي والذي ألهب الحفل بنبرته الجنوبية وأبياته المفعمة بالحب والوفاء للإمام الصدر والرئيس نبيه بري.
وكانت كلمة الختام لحركة أمل ألقاها المسؤول الإعلامي عباس أبو عبد الله وجاء فيها:
بسمه تعالى
السلام عليك يا سيدي وامامي ومولاي، السلام عليك وعلى خليليك فضيلة الشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين.
سلام عليك أين كنت روحا وجسدا، اسما ومسمى، حيا أم شهيد ترزق، فأنت فينا امام باق وأعمار الطغاة قصار.
سلام اليك من غربتنا المجبولة بالتعب والشقاء، ومن الرجال الذين حملوك في عقولهم وقلوبهم وضمائرهم
لتحلق وتهاجر وتستقبلك كل العواصم ولا يطلب منك جواز سفر أو تأشيرة الدخول.
وسجانك الغبي لفظته كل الشعوب.
سلام عليك من امهاتنا اللواتي حملناك في أعناقهن قلائد مقدسة
وأرضعن حبك لأطفالنا عشقا ووفاء.
فما من أحد الا وفيه فطرة الله وكربلاء الحسين وأمل موسى الصدر.
37 عاماً، ونحن ما برحنا نستفيء في ظل قامتك
ونجتمع تحت كسائك، وأنت تناجي الواحد الأحد
أن هؤلاء هم أحبتي وأبنائي وأوفيائي وأهل وطني
مكاني بينهم وعرشي قلوبهم.
فها أنت يا سيدي تجمعنا في عالم شتاتنا
ويشدنا ضوء كلماتك في عتمة الطريق
«لأن لك في قلب كل لبناني معبد». (سعيد عقل)
وتحية الى خليل موسى الصدر وامينه
تحية الى المقاوم الأول الذي اقتحم محافل العالم من أجل المحرومين.
وروض قادة وزعماء، وأفشل حقد المؤمرات، ودفع الدمار عن كل لبنان من أجل لبنان والعرب، وهو صامد في عرينه الجنوبي، ومن حوله أفواج المقاومين من أمل، ورجال الله من حزبه، قد سيجوا الحدود بأجسادهم وأرعبوا العدو ببأسهم وزرعوا الأمن بايمانهم.
ومعه لبنان بمقاومته والمقاومة سلاح والسلاح زينة الرجال. ومن قلعة برلمانه يقلب برلمانات الدنيا بين كفيه. فلا تثنيه ديكتاتوريات غاشمة ولا تخدعه ديمقراطيات مزيفة ولا يحد من عزيمته غدر الأعراب. فهو المرجعية الاولى بلا منازع وعبقري لبنان السياسي والنبيه العربي والعاملي الشريف والجنوبي العنيد دولة الرئيس وحامل الأمانة ألأخ المجاهد نبيه بري.
37 عاماً، ومواسم انتصاراتنا لا تكتمل الا بعودة أمامها أو الكشف عن مصيره.
فها نحن أيها الأعزاء، نشهد التخبط الأليم الذي يمر به أهلنا ونرى أن الارهاب وجد بيئة حاضنة في كثير من المواقع وبدأ يقابله وعي شعبي بضرورة التمسك بثروة الطوائف التي هي أغلى من كل الثروات. فيما تسارع بعض الحكومات الى ابادة طوائفها ومحيها من ذاكرة الجغرافية وسجل التاريخ. وها نحن نعيش في عالم حدثنا عنه موسى الصدر تملأه الذئاب. ولبنان عاد يعلم كل العرب أن يحافظوا على تراثهم الانساني وتنوعهم الديني فلا شيء يرهب اسرائيل ويذيب أحلامها كهذه الفسيفساء المتمثلة بانساننا ودياناتنا والدين لله الواحد.
أليس لهذا السبب اختطف موسى الصدر، ألم تتكشف أسرار هذا العالم في زماننا هذا لتنبئنا كيف أن بعض ذوي القربى كانوا ولا زالوا أدهى من أمة بني صهيون ، وهم يفرضون ويمولون ويباركون كل الاجتياحات والمجازر والتشريد بحق الشعب العربي وكذلك تمويل ودعم الاستيطان الاسرائيلي.
ألم يصرح بعض حكام العرب وقادة سياسيون عن تعاونهم الوثيق مع دولة الشر المطلق وعن انزعاجهم من صمود الشعب الفلسطيني في غزة وفي مختلف المناطق الفلسطينية. والدخول في تفاصيل الحملة البشعة على أمتنا العربية الاسلامية والمسيحية وفي كل المواقع، أمر مؤلم، ولكن مجريات الامور ان دلت على شيء فهي تدل على اصرار الحكومات المتورطة في الدم اللبناني والسوري والعراقي والمصري واليمني ، اصرارها على توسيع رقعة المحرقة برعاية ومواكبة دوليتين تحت شعارات بعيدة كل البعد عن الحقيقة وتخالف كل المعايير والمواثيق الدولية.