افتقدت مدينة بنت جبيل ابنها العميد الركن حسن بيضون (أبو علي) وذلك بعد صراع طويل مع المرض. العميد بيضون الذي خدم الوطن في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تميّز بالمناقبية وشغل العديد من المناصب الأمنية منها قائد القوى الأمنية المشتركة في بنت جبيل، وقائد سرية السجون المركزية في رومية، ومساعد قائد سرية درك أمن مطار بيروت الدولي.
زوجته: سوسن عبد الحسين كلش
ولداه: علي وعباس
ابنتاه: ناتالي و كارين
إخوة زوجته: المحامي أشرف و المرحوم عباس
أخوات زوجته: أسامة (زوجة الدكتور جورج سفري) ومنى (زوجة القنصل أمين سليمان)
أكثر ما يلفتك في شخصية العميد الركن المتقاعد حسن بيضون هو تواضعه وأدبه الجم، بما يشي ان الأربعين عاماً التي قضاها في السلك الأمني بلبنان، تمحورت بشكل أساسي حول خدمة المواطنين، تمثيلاً حقيقياً للشعار الشهير “الشرطة في خدمة الشعب”.
العميد بيضون تنقل بين العديد من المواقع القيادية الأمنية في لبنان، حيث شغل عدة مناصب بينها قائد سرية السجون المركزية في رومية وقائد القوى الأمنية في مدينة بنت جبيل، وقائد سرية درك أمن مطار بيروت الدولي.
وكان يحرص بشكل سنوي على زيارة الولايات المتحدة، وتحديداً منطقة ديترويت التي يعيش فيها أقاربه وثلاثة من أبنائه الأربعة الحائزين على الجنسية الأميركية، فيها تقطن إبنته مع عائلتها في العاصمة واشنطن.
خلال زيارته الأخيرة لديربورن التي تضم الآلاف من أبناء مدينة بنت جبيل والقرى المحيطة، أجرى لقاءً ضحافياً حيث قال بثقة ان مطار بيروت الدولي هو من أكثر المطارات الدولية أماناً في العالم، وذلك بسبب طبيعة الإجراءات المتبعة والتقيد بالقوانين والنظام المعمول بها، للحد من الفوضى وتفادي الأخطاء والتجاوات إلى أقصى الحدود.
ورغم إقرار العميد المتقاعد بتفشي المحسوبيات بين العديد من مرافق الدولة اللبنانية، إلا أنه أكد على ان الشرفاء والأوادم من العاملين في السلك الأمني كثيرون، وهؤلاء يضعون مصلحة المواطن اللبناني وكرامته وحماية أمنه في المقام الأول، وقال “خدمة المواطن والمحافظة على احترامه وكرامته هي حق من حقوقه الإنسانية والمدنية والقانونية وهي تأتي في المقام الأول رغم ما تفرضه التحديات الأمنية في كثير من الأحيان”.
إصلاح السجون
كان بيضون قد شغل في الفترة ما بين 2001 و2006 منصب آمر سجن رومية، وعمل خلال خدمته هناك على تحسين أوضاع السجناء وضمان حقوقهم التي يكفلها القانون اللبناني.
وخلال تلك الفترة، اتبع دورة “زائر عالمي” لمدة شهر واحد في الولايات المتحدة، اطلع فيها على السجون الأميركية في 13 ولاية وبذل جهوداً حثيثة للاستفادة من الخبرات الأميركية وتطبيقها في لبنان.
وقال “عندما كنت في موضع المسؤولية في سجن رومية وضعت في اعتباري إعادة تأهيل السجناء، حيث أمّنا لهم العديد من الخدمات حسب طاقتنا، مثل أجهزة الكمبيوتر والانترنت” وأضاف ان السجون اللبنانية تتيح لنزلائها اللقاء الدوري بالمرشدين الاجتماعيين والدينيين الروحانيين.
فخور بالجالية
و أشاد العميد المتقاعد بمنجزات الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة عامة، وفي منطقة ديترويت بشكل خاص، وقال: “لقد أحسن اللبنانيون الاستفادة من الفرص التي توفرها أميركا لم يدخروا جهداً لتحسين ظروف عائلاتهم ومستقبل أبنائهم وهذا أمر مفرح”.
أضاف ان ديربورن تكاد تبدو كمدينة لبنانية، وأن “عندما أزورها كأنني أزور بنت جبيل”.
وختم بالقول “امتناني لجميع أبناء جاليتنا اللبنانية الذين يحتفون بزيارة الشخصيات اللبنانية وتكريمها وهذا دليل على كرمهم وأصالتهم وانتمائهم لوطنهم الأم، ولا يسعني في النهاية إلا القول: لي الشرف أن أكون من بنت جبيل”.
كتبت عنه سوسن كلش بيضون:
العميد حسن بيضون الضابط العصامي الذي عاش حياته العسكرية في خدمة الفقراء دون ان يسرق وينهب. أذكر انه عندما كان في سجن رومية كان يدفع من جيبه ليؤمن بعض الادوية للسجناء، وربّى وعلّم اولاده في اهم الجامعات دون ان ياكل حراماً 40 سنة في السلك العسكري ولم ينتظر تقديراّ من احد وهو المعروف ب”الآدمي” المتواضع بالسمعة الطيبة ما طرق بابه أحد وردّه خائباً وذلك في كل موقع عسكري كان يشغله.
تعزية حسن وهنادي كلش
وفي سدني يتقدّم السيد حسن كلش وزوجته هنادي كلش واشقاؤهم وشقيقاتهم وأقاربهم من عائلة الفقيد خاصة وأبناء بنت جبيل عامة في لبنان والاغتراب بأحرّ التعازي القلبية معتبرين رحيل الفقيد الكبيرخسارة عائلية ووطنية وإنسانية سائلين الله أن يسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه الصبر والسلوان.