أمس الاول انعقدت الجولة الـ15 للحوار بين «تيار المستقبل» و»حزب الله» في عين التينة، واليوم موعد انعقاد الجلسة الـ26 للانتخابات الرئاسية، وكلاهما يصادفان الايام الاخيرة من شهر رمضان وسط «هدنة» حكومية يصعب التكهن بمسار العمل الحكومي عقب انتهائها بعد عطلة عيد الفطر فيما لا بارقة تلوح في افق الانسداد المطبق على الازمة الرئاسية. واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري وحده تميز بحرف الانظار عن الازمتين الحكومية والرئاسية بدعوى التركيز على الحدث الكبير المتوقع مع ولادة الاتفاق النووي بين ساعة وأخرى في فيينا بما قد يستتبعه من انعكاسات مفصلية على الملفات الاقليمية فان الانشداد الداخلي الى هذا التطور وانعكاساته المحتملة راح يتسع ولكن من زوايا متناقضة ومختلفة باختلاف الاتجاهات الداخلية والارتباطات الاقليمية للافرقاء اللبنانيين.

ولعل المفارقة ان المفاوضين في حوار عين التينة امضوا هم ايضا أمسية طويلة في الجولة الـ 15 امتدت من العاشرة ليلا الى الاولى فجراً، لكنها افضت الى البيان التقليدي نفسه الذي غالباً ما صدر مثله عقب الجولات السابقة.

وانعقدت الجلسة في حضور المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن «تيار المستقبل». كما حضر الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان الآتي:

«ناقش المجتمعون التطورات السياسية والامنية وعمل المؤسسات الدستورية والخطوات الواجب اتخاذها بهذا الخصوص، وتعزيز الحوار بين مختلف الاطراف لمعالجة الملفات الراهنة».

جنتيلوني

ووسط هذه الاجواء يجري وزير الخارجية والتعاون الدولي الايطالي باولو جنتيلوني الذي وصل الى بيروت جولة محادثات مع الرئيس بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل ناقلا اليهم «كما الى القوى السياسية اللبنانية الاخرى رسالة ايطاليا بدعم لبنان الذي يمكنه ان يستمر في المساهمة في استقرار المنطقة». وأوضح الوزير جنتيلوني في مناسبة زيارته لبيروت ان بلاده «تشعر بقلق ازاء المأزق الذي يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية» معتبرا ان «التزام انتخاب رئيس للجمهورية، يعني جميع اللبنانيين ولذا ينبغي ان تستمر المفاوضات بين جميع القوى السياسية لتخطي هذا المأزق ونحن سنحث الجميع على ضمان سير عمل المؤسسات اللبنانية بشكل كامل». وتناول موضوع الارهاب، فلفت الى ان «المعارك التي تخاض على مسافة كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية (مع سوريا) والضغط الهائل الناتج من وجود اللاجئين السوريين تشكل عوامل الخطر الرئيسية» على لبنان «ومع ذلك نحن نعتقد ان لبنان سيكون قادرا على الحفاظ على التعايش السلمي والديموقراطي لمصلحته ولمصلحة المنطقة كلا»: مضيفا «انا هنا لاؤكد التزامنا ودعمنا سواء على الصعيد الامني او من ناحية المساعدة الانسانية ودعم المجتمعات المضيفة».

سلام

أما على الصعيد السياسي الداخلي، فجدد الرئيس سلام الدعوة الى «الهدوء والابتعاد عن المناكفات حماية للاستقرار في البلاد». واكد انه سيكون في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء «منفتحا على الحوار حول مقاربة العمل الحكومي على ان يتم ذلك تحت عنوان عدم تعطيل عمل مجلس الوزراء».

وعلمت «النهار»أن مراجع ديبلوماسية أبلغت الرئيس سلام أنه من المهم أن يواصل جهوده من أجل معاودة الحكومة عملها وعدم الانجرار في موضوع آلية عمل المجلس الى اي منزلق يؤدي الى تعطيل نشاط هذه المؤسسة. وأشارت الى أن البعض قد يريد من وراء الخوض في موضوع الآلية افقاد لبنان مزيداً من الهبات والقروض الميسرة علما ان ما فقده حتى الان ليس بالقليل بإعتبار أن الدول المعنية ستعدّ الى العشرة اذا وقع لبنان في دائرة الشلل الحكومي. واشارت الى أن هناك تخوفاً من أن يكون هدف التعقيدات الحكومية حرمان الرئيس سلام الاطلالة عبر الامم المتحدة في دورتها العادية في أيلول المقبل ليلقي كلمة لبنان مضيفة أن لبنان، تبلّغ أخيرا أن الدول المانحة التي عقدت حتى الان مؤتمرين في نيويورك من أجل مساعدة لبنان على تحمل أعباء اللاجئين السوريين لن تعقد في أيلول مؤتمرا مماثلا من دون الافصاح عن المبررات.

وفي شأن الهبة السعودية للجيش البالغة ثلاثة مليارات دولار علمت «النهار» ان لا شيء يعترض تنفيذها وان اللجان المختصة بين الفرنسيين والجيش اللبناني تواصل عملها في اطار البرامج التنفيذية للاتفاق الثلاثي المعقود بين فرنسا والمملكة العربية السعودية ولبنان لتسليح الجيش.

ومساء أمسالاول  توجه الرئيس سلام والرئيس ميشال سليمان الى جدة يرافقهما السفير السعودي علي عواض عسيري حيث قدما التعازي بوزير الخارجية السعودي السابق الراحل الامير سعود الفيصل والتقيا الرئيس سعد الحريري. كما علم  أن سلسلة وفود سياسية غادرت لبنان وأخرى ستسافر الى جدة لتقديم التعازي.