نورالدين مدني

*حرصت على حضور المنتدى الذي نظمته جمعية جسر السلام بالتعاون مع مركز الإعلام، حول دور منظمات المجتمع المدني في إدارة التنوع بمقر المركز بالعمارة الكويتية  وقتها، لإقتناعي بأن الفشل في إدارة التنوع أحد أهم أسباب الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية في السودان.

*حمدت للدكتور عبد الرحيم بلال إعتباره الورقة التي قدمها في المنتدى «مسودة نقاش» أي أنها قابلة للتعديل والحزف والإضافة، وهذا منهج العلماء الذين لايدعون أنهم يملكون الكلمة الفصل في كل الأمور، خاصة في القضايا الإنساية والإجتماعية التي لايمكن تعميم الأحكام فيها.

*أحسن صنعاً بتمليكه الحضور بعض المواد التي تضمنها الدستور الإنتقالي2005 حول التنوع والتعددية، خاصة فيما يتعلق بالتزام الدولة باحترام وترقية الكرامة الإنسانية التي تؤسس على العدالة والمساواة والإرتقاء بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

*لايمكن إستعراض كل ما جاء في هذه الورقة، لكننا نتوقف عند بعض الإشارات المهمة لدور منظمات المجتمع المدني في حسن إدارة التنوع، منذ عشرينيات القرن الماضي،خاصة الأندية الثقافية و الرياضية وإتحادات الطلاب والنساء والشباب، التي كانت تحتضن الأنشطة الثقافية التي كانت وما زالت تبشر بالوحدة في ظل التنوع.

*أشار أيضاً إلى دور المسرح السوداني في الحفاظ على النسيج الإجتماعي وتوقف عند ما جاء في مسرحية المك نمر التي قال فيها الشاعر الكبير الراحل المقيم ابراهيم العبادي :

جعلي شايقي إيه فايداني * يكفي النيل أبونا والجنس سوداني

و أوضح الدكتور بلال كيف أن حركة التعليم الأهلي أسهمت في الحفاظ على النسيج السوداني ورسخت التمازج بين مكونات الأمة السودانية.

* حول إشارته إلى تطابق الفواصل الإقتصادية مع الفواصل الإثنية، قلنا له أن ذلك كان في الماضي قبل تقرير مصير الجنوب، وحدوث متغيرات سكانية،خاصة بعد إزدياد هجرة الأيدي العاملة من بعض دول اسيا والدول المجاورة لنا، تغيرت هذه الفواصل، لكن للأسف تنامت النعرات القبلية والجهوية التي أفرزت واقعاً جديداً يتطلب حراكاً إيجابياً للحفاظ على النسيج السوداني تحت مظلة الوحدة الغنية بالتنوع والتعدد.