سادت أجواء تفاؤل في الأوساط السياسية العراقية، بعد مفاجأة ليل الثلثاء، عندما انتخب رئيس الجمهورية برهم صالح، ومن ثم اختير عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء، فيما يمثل احتجاج رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني على آليات اختيار رئيس الجمهورية خارج نظام التوافق، وطريقة تشكيل الحكومة المقبلة تحديين يواجهان الحكومة العراقية الجديدة. وبدا أن ماراثون التفاوض على تشكيل حكومة المهدي انطلق.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس الاول ، أن “إيران وراء التهديدات الموجهة إلى بعثتنا الديبلوماسية الأميركية في البصرة وبغداد”، مشيراً إلى أن “طهران استخدمت أموالها لتمويل الإرهاب والميليشيات في العراق والشرق الأوسط، ومستمرة في نشاطها الخبيث في المنطقة”.

وتابع بومبيو: “سنقف إلى جانب الشعب العراقي دائماً”. وأمل بأن “يفي رئيس الحكومة العراقية الجديدة بالتزاماته تجاه الشعب، وألا تخضع حكومته للإملاءات الإيرانية”.

وكان البرلمان العراقي انتخب بغالبية كبيرة برهم صالح رئيساً للجمهورية على حساب منافسه فؤاد حسين الذي أعلن حزبه رفضه طريقة الانتخاب، ونيته اتخاذ مواقف بسبب ضرب نظام التوافق بين الكتل السياسية.

وقالت مصادر إن اتصالات جرت طوال أمس لترطيب الأجواء بين برهم صالح وبارزاني، قد تسفر عن اجتماع جديد بين الحزبين الكرديين الرئيسيين لتوزيع المناصب التي سيحصلان عليها، إذ يتوقع أن ينال حزب بارزاني النسبة الأكبر من المناصب، ومنها نائب رئيس الوزراء ووزارة سيادية بالإضافة إلى نائب رئيس البرلمان.

وكان قياديون في الحزب كشفوا تلقيهم تأكيدات من “كتلة البناء” التي تضم تحالفات “الفتح” و “دولة القانون” و “المحور” لتصويت حوالى 140 عضواً لمصلحة فؤاد حسين، فيما كشفت نتائج التصويت الأولي حصول الأخير على 87 صوتاً، في مقابل 165 صوتاً لبرهم صالح، ما دفع بارزاني إلى القول إن القوى التي اتفِق معها نقضت عهودها.

وترى الأوساط السياسية أن بارزاني تلقى تأكيدات حول التصويت لحسين من عدد من زعماء الكتل، لكنهم لم يتمكنوا من ضبط التصويت السري لأعضاء كتلهم، وهو الموقف الذي كان دفع عدداً منهم إلى أن يطلبوا من بارزاني تقديم تنازلات لعدم دخول الحزبين الكرديين بمرشحين متنافسين، لصعوبة السيطرة على نمط تصويت النواب.

في المقابل، كانت الضغوط الأميركية والإيرانية حاضرة خلال التصويت، وكشفت المصادر أن زعيم “فيلق القدس” الإيراني حاول إقناع الحزبين بالدخول بمرشح واحد لكنه فشل، في مقابل محاولات المبعوث الأميركي برت ماكغورك حض برهم صالح على الانسحاب في اللحظات الأخيرة، ووصل الأمر إلى تلقي صالح اتصالاً من بومبيو للسبب ذاته.