بقلم هاني الترك OAM
منذ ستة اعوام ألف وييل اليوت اول رواية له فازت بالجائزة الاولى في استراليا وكانت مستمدة احداثها من خياله المريض (الخصب) بسبب اصابته بالفصام العقلي Schizophrenia .. وكان يرفض الاعتراف بإصابته بالمرض العقلي لأن معظم الناس ينظرون الى الشخص المريض عقلياً او نفسياً نظرة هابطة.. ولكن بعد ان فازت روايته بالجائزة الاولى بدأ في كتابة قصص اخرى واعترف بمكافحته الفصام العقلي الذي ابتلى به حينما كان عمره 20 عاماً.
اصبح إليوت من اشهر كتّاب استراليا والعالم وهو يبلغ من العمر الآن 33 عاماً.. ويقول انه يتناول العقاقير الطبية يومياً واذا اوقفها فسوف ينهار ويدخل مستشفى الامراض العقلية.. وتقول الاحصاءات ان واحداً من كل مئة مواطن في استراليا مصاب بمرض عقلي.. ونظرة المجتمع للمصابين هابطة بسبب اعراض الهلوسة والاضطراب والوهم.. ويؤكد إليوت ان معظم المصابين بالفصام العقلي عاجزون عن الانخراط في المجتمع وينسلخون عن الواقع.. ويعترف إليوت نفسه انه يعيش في واقعه الخاص ويتصور انه يقع في مركز العالم ويتلقى اشارات خاصة من التلفزيون او الاعلام المكتوب او المقروء.
وفي روايته الثانية التي تحمل عنوان:
Strange places: A memoir of mental illness يأخذ القارئ الى شطحات خيال جامح من الاحداث ليسردها في روايته مثل شكه ان شقيقه متورط في جرائم قتل.. ويتوسع في احداث الفانتازية يرسم وقائعها وشخصياتها وفي الحبكة الدرامية التي تربطها.. وهو يوجه طاقته العقلية نحو الكتابة والا اصيب بالجنون التام وانتهى مثل معظم المرضى العقليين المنفصلين عن عائلاتهم ويقبعون في مستشفيات الامراض العقلية ويسيرون في هذه الدنيا بدون هدف.. ويأمل إليوت ان يقدم المصابون بالمرض العقلي بملء اوقاتهم بشيء يثيرهم ويشغلهم.