ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي وحضرته عائلة الشاب المغدور مارسيلينو ظماطا، إلى وزير العمل سجعان قزي وقائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور وجمع من المصلين.
وألقى الراعي عظة عن المرأة المنزوفة وشرح الآية، ثم تناول الشأن العام، قال:»كم آلمنا وجميع اللبنانيين مقتل الشاب المرحوم مارسيلينو ظماطا ابن السادسة والعشرين، وقد طعنه بسكين في قلبه في ساحة ساسين، الأشرفية، مجرمان، واحد فلسطيني وواحد لبناني. هذه الحادثة المؤلمة والمدانة، التي حصلت قبل خمسة أيام، أعادت إلى أذهان اللبنانيين الجريمة الوحشية الأخرى، جريمة قتل المرحوم جورج الريف في بيروت وفي وضح النهار وعلى مرأى من سكان الحي. والقضاء يسير طريقه بشكل روتيني، وكأن هذه الجريمة وسابقتها تحتاجان إلى براهين. فبات المواطنون يشعرون بأن الدولة لا تحميهم، والمجرمون يعتبرون أن الساحة في إمرتهم ومقتل المواطنين مباح لهم ساعة يشاؤون وكيفما يشاؤون، ما دام لا رادع لأحد، بل يحظى بتغطية سياسية ما. ومعلوم أن «العدل أساس الملك». ولئن كانت عدالة الأرض متعثرة، فعدالة الله قائمة إلى الأبد، وما زال صوت الله يأمر: «لا تقتل!»، ويقول لكل قاتل ما قاله لقايين: «أين أخوك؟ إن دماءه تصرخ إلي». وفي كل حال يجب على الدولة أن تحمي المواطنين من القتلة والمجرمين الذين يسرحون ويمرحون. ومن أجل هذه الغاية توليها القوانين حق إنزال العقوبة القصوى».
إن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، يؤدي إلى انحلال المؤسسات الدستورية، وانتشار الفوضى في التصرفات والمواقف التي تستبيح انتهاك سيادة الدولة وسيادة الدول الأخرى، ولاسيما الصديقة منها. كل هذه الأمور تؤدي إلى هدم الدولة في المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. إننا نقدر جهود الإرادات الطيبة التي تعمل على وقف النزف الوطني، وعلى ترميم العلاقات مع الدول الصديقة في محيطنا العربي».