قتل مدربان أميركيان وآخر من جنوب أفريقيا وأردني في «جريمة صباحية» فاجأت الأردن إثر إطلاق ضابط أردني النار على ضحاياه في مركز لتدريب الشرطة شرق عمّان، في حادثة هي الأولى من نوعها. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها على اتصال مع السلطات الأردنية بخصوص الحادث، وأفادت مؤشرات أولية بأن العملية فردية.
ودانت السفارة الأميركية في عمان بشدة الحادث مؤكدة أن «التحقيق جار وأنه من السابق لأوانه التكهن بالدافع في هذا الوقت». وأضافت إنها تعمل «عن كثب مع الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية المحلية على إجراء تحقيق كامل وشامل».
وكان المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني ذكر في بيان أن «شرطياً أردنياً أطلق النار باتجاه المدربين وزملائهم ما أدى إلى مقتل المدربين الثلاثة (أميركيان وجنوب أفريقي) واستشهاد مستخدم مدني (أردني) وإصابة سبعة آخرين، بينهم أربعة أردنيين حال أحدهم حرجة ومدربان أميركيان ولبناني إصابته طفيفة».
وأوضح أن «قوات الشرطة تعاملت مع الحادث وقتلت المهاجم» علماً بأن مصدراً أمنياً أعلن في وقت سابق أن «العسكري الأردني أطلق النار على نفسه ما أدى إلى مقتله».
ولفتت مصادر إلى وجود مؤشرات أولية تفيد بأن العملية فردية، لا تتصل بعمل انتقامي ضد جنسية معينة، لأن الضابط الأردني أطلق النار على مدربين أميركيين وجنوب أفريقي وعدد من الضباط الأردنيين.
وأوضح البيان الرسمي المقتضب أن «القتلى الثلاثة (الأميركيان والجنوب أفريقي) متعاقدون مع جهاز الأمن العام الأردني»، فيما القتيل الأردني مستخدم مدني يعمل لدى الجهاز.
وكشفت مصادر مطلعة لـ»الحياة» أن الحادثة وقعت في مركز الملك عبد الله للعمليات الخاصة في منطقة الموقر (30 كلم شرق عمان)، خلال الفترة الصباحية وأثناء تناول المتدربين وجبة الإفطار. وأشارت المصادر إلى أن الضابط الأردني يحمل رتبة نقيب في الأمن العام واسمه أنور أبو زيد، ويعمل مدرباً مساعداً.
ويستقبل المركز التدريبي وفوداً للتدريب من مختلف الجنسيات، حيث تخضع عناصر للتدريب من العراق وليبيا وفلسطين وبلدان أخرى.
وبحسب مواقع إخبارية فان الضابط أب لطفلين يبلغان من العمر سنتين وأربع سنوات.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني زار الملك عبد الله الثاني مصابي الحادث في المستشفى حيث يتلقون العلاج للاطمئنان عليهم.
وتتزامن الحادثة، وهي الأولى من نوعها في الأردن، مع الذكرى العاشرة لتفجيرات فنادق عمان الثلاثة، وراح ضحيتها 67 شخصاً بالإضافة إلى إصابة نحو 200، والتي أحياها العاهل الأردني والملكة رانيا أمس مع أسر الضحايا.
ونقل بيان أصدره الديوان الملكي عن الملك عبدالله قوله، بعدما وضع أكليلاً من الزهور على النصب التذكاري الذي أقيم تخليداً لضحايا تلك التفجيرات في «حديقة شهداء عمان»، «أعلم أن هذا اليوم صعب جداً عليكم، فما يعيشه العالم اليوم من مآسي الإرهاب يذكرنا بما عايشتموه قبل عشر سنوات».