مرّة جديدة، يجد لبنان لبنان نفسه متروكاً على قارعة الإنتظار، وهو ما كاد يلتقط أنفاسة كيلة الأشهر الماضية مع دعم عربي، اوروبي وأميركي، جتى عاد التوجّس بعد زيارة ترامب الى دول الخليج.

وبين قمتين مهمتين حصلتا الأسبوع الماضي: قمة الرياض الأميركية الخليجية وقمة بغداد العربية. لكن الواقع أن القمة الأولى خطفت كثيراً من الأضواء من الأخرى، على وقع إبرام صفقات بمليارات ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا وإعادة رسم الخرائط السياسية الإقليمية والدولية.
فلا قمة الرياض لحظت لبنان بما كان يتوخّاه خاصة غياب قضية الإعمار وعودة اللاجئين السوريين.

ففي قمة بغداد حيث كان لبنان يمنّي النفس بالحصول على ملياري دولار، فإذا برئيس الوزراء العراقي يعلن عن منح لبنان 20 مليون دولار لإعادة الإعمار؟!. نعم عشرين مليون دولار وهي تكاد لا تبني منزلين من أصل آلاف المنازل المهدّمة!.

في القمتين لا حديث عن إعادة نحو مليوني لاجئء سوري الى بلادهم، في القمتين كان لبنان كأنه يجلس على السطح ويتفرّج من بعيد على ما يحصل في ساحة الضيعة؟!.

ولأن تمويل الإعمار في لبنان بات معلّقاً الى اجل غير مسمّى ولأن التمويل الإيراني توقّف عند حدود التسليح والتدريب، ظهر تململ في أوساط القاعدة الشعبية لـ”حزب الله” ولم يعد الحزب قادراً على إخفائه أو إنكاره، بعدما كانت الوعود كبيرة بأن عملية الإعمار وتعويض المتضررين لن تكون صعبة، وأن التمويل متوافر من الدعم الإيراني. وعندما تبين للحزب تعذر الحصول على هذا التمويل، تحوّل خطابه إلى الدولة محملاً إياها مسؤولية إعادة الإعمار.

وبعد التغيّر الدراماتيكي الكبير في المشهد الإقليمي في الأيام الماضية، بدا أن لبنان أصبح خارج الرادار الدولي وفقد الزخم الذي حظي به عند إعادة تكوين سلطته. ففيما يحظى الرئيس السوري برعاية السعودية وبفرصة اللقاء مع الرئيس الأميركي وبعدما وعد ببناء برج ترامب في دمشق، بات أقصى ما يحصده لبنان من الرياض أو من واشنطن، هو زيارة للأمير يزيد بن فرحان المكلف الملف اللبناني، أو لمورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط!

تقول صحيفة الجمهورية اللبنانية:”وإذا لم يتخلّ لبنان عن سذاجته ويتعامل مع السيناريو السوري بحنكة استثنائية، فقد يجد نفسه عالقاً في «ذنَب الخيل» العربي، يلهث وراء موقع له لا يعثر عليه، ووسيلة للخروج من عزلة اقتصادية ودبلوماسية خانقة.