يوم الجمعة، قامت مجموعة يُشتبه في أن قائدها أحد “النازيين الجدد”، بمقاطعة حفل “يوم أنزاك” في ملبورن
وإذا كان”يوم أنزاك” هو احتفال وطني في أستراليا ونيوزيلندا يتم إحياؤه تكريماً لمن خدموا وتُوفوا في جميع الحروب والصراعات وعمليات حفظ السلام، فلماذا التغاضي عن ممارسات النازيين الجدد ، ولماذا لا يوضعون على مشرحة الحقيقة أمام الأستراليين؟!.
هل يعلم الأستراليون أنه في احتفال “أنزاك” في ملبورن، قاطعت المجموعة بصوت عالٍ خطاباً ألقاه مارك براون، أحد أفراد قبيلة “جونديتجمارا”، الذي كان يُلقي كلمة يُلقيها عادة شيوخ السكان الأصليين في بداية الفعاليات الرسمية، و كان آلاف الأشخاص قد تجمعوا في جميع أنحاء البلاد لتقديم احترامهم للرجال والنساء الأستراليين الذين خدموا في الحروب ومهام حفظ السلام.
وإذا كان رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي أدان الاستهجان والصراخ أثناء المراسم الاحتفالية بأنها “عمل من الجبن الحقير”، وطالب المسؤولين عن مقاطعة الاحتفالات “بمواجهة القوة الكاملة للقانون”.
واذا كان زعيم المعارضة، بيتر داتون، أدان وشخصيات بارزة من حكومة حزب العمال (يسار الوسط) المجموعة التي أطلقت صيحات استهجان في فعالية “يوم أنزاك” في ملبورن.
فمن يحاسب هؤلاء إذن؟.
وقال داتون، الذي حضر فعالية أخرى في كوينزلاند، للصحافيين: “لا أتفق مع صيحات الاستهجان، ولا أتفق في ديمقراطيتنا على أن الناس لا يمكنهم قبول آراء الآخرين. إن رؤية أي مثال على النازية الجديدة في بلدنا هو أمرٌ مُخزٍ”.
وندد نائب رئيس الوزراء الأسترالي، ريتشارد مارليس، بتلك السلوكيات، واصفاً إياها بـ”المُروعة”، إذ قال في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”: “هؤلاء الأشخاص كانوا مجرد أغبياء، وكانوا يُشوّشون الطريقة التي يُريد بها الأستراليون إحياء ذكرى هذا اليوم المُقدّس”.
والغريب ان الرجل الذي قاطع احتفالات هذا العام ويدعى جاكوب هيرسانت ( الصورة)، هو نفسه أُدين العام الماضي بأداء “تحية نازية” غير قانونية بشكل علني. وبما أنه بات معروفاً من الشرطة، كيف نفذ الى وسط المحتفلين؟.
وأفادت صحيفة “ذا إيج” وصحف أخرى بأن هيرسانت، قاد مجموعة صغيرة من الرجال في حيلة مُنسقة تهدف إلى تعطيل المراسم.
ثمّ، هل يعلم الأستراليون كيف يُعزز مرشحو الانتخابات موقع “ذا نوتيسر” الإخباري الذي يُروّج لأيديولوجيات النازية الجديدة؟
وهل يعلمون أن مرشحي الانتخابات الفيدرالية والمسؤولين المنتخبين يشاركون محتوى من منشور ينشر بانتظام مقالات تُروّج لأيديولوجيات تفوّق العرق الأبيض والنازية الجديدة.
من يراقب موقع “ذا نوتيسر” الذي يحظى بشعبيةٍ بين أوساط اليمين المتطرف، بما في ذلك أبرز جماعة نازية جديدة في أستراليا، وهي الشبكة الوطنية الاشتراكية.
وهناك كلام كثير لا تتسع له هذه العجالة.
أخوض في هذا الموضوع لأن من حق جاليتنا أن تعرف أكثر عمّا يدور في الأروقة الأسترالية من” عنصريات على عينك يا تاجر” يغذيها سياسيون استراليون نتحفّظ عن ذكر أسمائهم.