أنطوان القزي

بعد «اطلبوا العلم ولو في الصين» بدأنا مرحلة أطلبوا الصلح ولو في الصين..

فقد أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء 23 يوليو/تموز حصول اتفاق بين 14 فصيلا فلسطينيا لتشكيل «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ اكثر من تسعة اشهر.
وفي 5 نيسان الماضي ، أجرى وزيرا خارجية السعودية وإيران محادثات لأول مرة منذ عام 2016.

وأظهر مقطع فيديو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود و حسين أمير عبد اللهيان وهما يصافحان بعضهما بتشجيع من نظيرهما الصيني في بكين.
وقال بيان مشترك للوزيرين إنهما ناقشا إعادة فتح البعثات الدبلوماسية في غضون شهرين واستئناف الرحلات الجوية.
واتفقت الدولتان على استعادة العلاقات في اتفاق توسطت فيه الصين الشهر الماضي.

ما رأيكم ، ونحن اللبنانيين لنا «داليّة» أكثر على الصين ومن حقنا أن نطلب من الصين استدعاء ممثلين عن المعارضة اللبنانية والثنائي الشيعي لوضع حجر الأساس لصلح متين بينهم.. الا تذكرون لقاء الرئيس الصيني والرئيس أمين الجميل في الثمانينات، حين سأله الرئيس الصيني عن عدد سكان لبنان ، فأجابه الجميل: «مليونا نسمة».. ليجيبه الرئيس الصيني» لماذا لم تأتِ بهم معك».. ولا تزال النكتة سارية حتى اليوم!!.
ولعل العلاقة الأهم بيننا وبين الصين هي كون اللبناني جورج حاتم الطبيب الخاص للرئيس الصيني ماو تسي تونغ

فقد سافر الطبيب جورج حاتم ( ماهيدي) إلى الصين. استقر في شانغهاي، فتعرف فيها إلى فتاة أرستقراطية جميلة تدرس المسرح. كان الحب صاعقاً والقرار سريعاً، فتزوج اللبناني جورج حاتم من الصينية سو في.

وفي عام 1937 أصبح ماهايدي، طبيب ماو الخاص وطبيب «المسيرة الكبرى» التي يقودها. بقي ماهايدي إلى جانب ماو حتى وصوله إلى بكين، عام 1949، وإعلان «جمهورية الصين الشعبية».
ويقول سفير لبنان في بكين فريد سماحة، إن أول قرارين اتخذهما ماو، منح ماهايدي أول جنسية صينية لأجنبي، والثاني، تعيينه المسؤول الأول عن شؤون الصحة في كل الصين.

توفي حاتم في بكين في الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 1988 عن عمر ناهز 78 عاماً. كشفت كلماته الأخيرة عن إحساس بالسلام: «ليس لديّ ما يؤسفني. لقد بذلت قصارى جهدي لخدمة الناس في حياتي».
عام 2003 أزيح الستار عن تمثال الدكتور جورج حاتم في حديقة في مسقط رأسه بلدة حمانا ( الصورة)، وقد قدمته حكومة جمهورية الصين الشعبية عربوناً لنضاله في المسيرة الطويلة بجانب الزعيم ماو تسي تونغ، وتقديراً لأعماله الجبّارة في بحوثه العلمية والطبّية لمكافحة البرص.
عام 2009 اختير جورج شفيق حاتم ضمن 100 شخصية أثّرت في الصين الجديدة.
وبعد، ألا نستحق مصالحة من الصينيين أسوةً بغيرنا؟!.