الكاتب منير الحردول ـالمملكة المغربيةـ

أمام توالي سنوات الجفاف والتغير المناخي الذى أضحى  اكثر بروزا من ذي قبل، في عالم يتبجح دوما  بالعلم والمعرفة والسبق للاكتشافات. ها هي بعض الدول الفقيرة تجد نفسها في مواجه قوى الطبيعة الحية، فلا مطر ولا اقتصاد ولا فن..فقط الخوف من زحف الجوع على ملايين  البطون الفارغة البريئة. بريئة من سياسات عالمية اتجهت صوب التفكير في قطرية الأفكار، والهيمنة على مقدرات وخيرات شعوب لم تتخلص بعد من سرية اتفاقيات خروج الاستعمار..في حين تنعم غالبية دول الشمال بالخيرات ووسائل الترفية، بتشجيع من ثقافة جرأة الوضوح، وأنظمة اجتماعية صلبة ،وحياة رغيدة مرحة، لدرجه الخروج عن الطبيعة المتأصلة في الخلق، بدأ الزواج التقليدي ينافس من قبل الزواج المثلي، وامسى الحيوان أرحم من الإنسان، لدرجة جعله انيسا وزوجا شامخا مخلصا في حالات توصف بالغريبة لدى البعض. في المقابل نجد شعوبا كثيرة تئن تحت وطأة هول الخصاص، خصاص في كل شي، خصاص في الاستقرار النفسي، خصاص الحاجيات والضروريات العضوية الطبيعية. فها هو الجوع يهدد الملايين، وهاهي أطمعة ترمى في قمامة بلدان تدافع دوما عن حقوق الإنسان والحيوان، وهي الملايين تخزن في صناديق حديدية  وابناك بارعة في الحساب وجذب الأموال، ملايير بإمكانها وضع حد لمعاناة أوضاع الإنسان أينما كان، بيد أن أنانية الأفكار وطغيان هرمون التكبر وانانية العيش الفردانية، دفعت بالجميع في هذا الكون الفسيح إلى تجاهل بشر الآخر  لمجرد أنهم يختلفون في الأفكار والثقافات والأديان والمعتقدات..فيا رأسمال الطغيان، تراجع إلى الخلف قليلا، وانظر إلى المقابر كم هي مليئة بجثث وهم دفن مع فكر ومكر  اسمه أنانية الإنسان.