أنطوان القزي
يبدو أن روسيا لم تكتفِ بالإستيلاء على المدن الأوكرانية من خيرسون الى خاركيف الى ماريوبول، فهي في الأيام الأخيرة تخوض حرباً على منظمة الأونيسكو لأنها أدرجت طبق حساء الشمندر( الصورة) الى المطبخ الأوكراني ، فثارت ثائرة بوتين الذي هاجم الأسبوع الماضي إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، وأدانته موسكو وعدّته تعبيراً عن النزعة «القومية» لدى أوكرانيا.

ورحب وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو، بالإعلان، وقال إن «النصر لنا في حرب البورش»..
وتساءلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «ماذا بعد ذلك؟ هل سيُعترف بالخنازير منتجاً وطنياً أوكرانياً؟».
الحرب مستمرة في المطابخ توازياُ مع حرب الجبهات والبطل هو كوب حساء؟!.
وحساء الشمندر الأوكراني هو جزء لا يتجزأ من حياة الأسرة الأوكرانية والمجتمع الأوكراني، وتُخصص له مهرجانات وفعاليات ثقافية. وكانت اللجنة ستنظر في إدراجه في القائمة التمثيلية في دورتها التي ستُعقد في عام 2030 ولكن بسبب الحرب الدائرة حالياً وآثارها السلبية في هذا التقليد، طلبت أوكرانيا من الدول الأعضاء في اللجنة تسريع النظر في ملف ترشيح هذا الحساء بهدف إدراجه في قائمة الصون العاجل كحالة طارئة قصوى ووافقت اللجنة على الطلب.
تذكرنا هذه الحرب بالأطباق التي صادرتها اسرائيل من الدول العربية إذ لا يختلف اثنان على أن المنسف هو الطبق الوطني في الأردن، بل هو سيد المائدة الأردنية في الأعياد والمناسبات وحتى في العزاءات، إلا أن محاولات إسرائيل في مصادرة هذا الطبق أشعلت موجة اعتراض واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
والمنسف ليس الطبق الأول الذي تسرقه إسرائيل نت العرب بل هي سرقت أصناف أخرى مثل الحمص وحتى الكنافة والتبولة والشاورما  والفلافل
والتبولة والشاورما وحتى الكنافة.
ووصلت الوفاحة بإسرائيل أن خصصت يوماً للاحتفال ب «اليوم العالمي للحمص» في 13 من مايو/أيار كل عام.
و عندما زار الرئيس الأميركي باراك أوباما سنة 2013 الدولة العبرية، عرضت إسرائيل الفلافل والثوب الفلسطيني المطرز كجزء من هويتها.
وبين الأشقاء العرب ، حتى بين العرب كان هناك تنافس بين دول المغرب على «ملكية» طبق الكسكس، إذ تدّعي كل من الجزائر وتونس والمغرب بأنها صاحبته.
وفي حين أن البعض يشدد على أن هذا الطبق يعود للأمازيغ وهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، فإن البعض الآخر يرد أن جذور الكسكس إلى الحضارة العربية، مستنداً إلى القصائد والنصوص القديمة من بلاد الشام.

استعرت حرب الكسكس عندما حاولت الجزائر سنة 2018 أن تضمه الى تراثها وتسجّله على اسمها في الأونيسكو ولا تزال الحرب مستعرة.
مسكين لبنان، الإسرائيليون يقدمون التبولة والكفتة والكبّة في مطاعم تل ابيب وحيفا والقدس الغربية على أنها أطباق اسرائيلية ولا نسمع من يعترض.. ربما لأن هذه الأطباق اختفت في لبنان نفسه عن لائحة الأطباق اللبنانية بسبب ضيق الحال، فلماذا نحارب لاستردادها.. حتى حرب الطعام بات لبنان عاجزاً عن خوضها؟!.