انشغلت الأوساط الاعلامية في لبنان بتراكم الهموم المعيشية والغزو الروسي على أوكرانيا، واستفاقت هذا الأسبوع على فضيحة مدوّية وهي تراجع لبنان عن شروطه في ملف ترسيم الحدود مع اسرائيل بتراجعه عن الخط 29 الى الخط 23 وهو خطوة لافتة فيها ارتياب كبير وشكوك لأن الدولة اللبنانية كانت متصلبة جداً في السابق
فلنقرأ ما يلي:
وسط ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، عمق ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل الخلافات بين السلطة السياسة في لبنان، على وقع اعتماد رئيس الجمهورية الخط 23 للتفاوض بدلًا من الخط 29.
واعتبر رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل، العميد الركن اللبناني بسام ياسين، أنه “في المفاوضات هناك تنازلات ولا أحد يأخذ كل شيء، وأن هذا أمر طبيعي”.
وقال في تصريحات متلفزة، إنه “لا يمكن التنازل من دون أي مقابل، وأن إعلان لبنان أن خطه التفاوضي هو الخط 23، يعد خسارة منذ البدء، ، ونحن حققنا لإسرائيل ما تريده”.
والتساؤل هو ما هي الأسباب التي دفعت الحكومة اللبنانية للتنازل دون مقابل في مفاوضات ترسيم الحدود، وعن الآثار السياسية والاقتصادية التي ستعود على لبنان من هذا التنازل.
وأشار العميد بسام ياسين إلى أن “ما حصل ، هو أننا تنازلنا وأعلنا خطنا الـ23، وإسرائيل حققت أهدافها بضربة واحدة، ونحن لم نستفد بشيء”. وفسّر البعض أن اعتماد لبنان الخط 23 للتفاوض البحري مع إسرائيل هو بمثابة تنازل مجاني لإسرائيل، عن الحقوق البحرية اللبنانية.
ويأتي ذلك ربما دفعًا للمخاطر أو محاولة لاسترضاء أميركا في بعض الملفات المأزومة، لا سيما في ملفات التهديد الأميركي بفرض عقوبات على بعض المسؤولين اللبنانيين.
“ولذلك يكون لبنان على لسان رئيس جمهوريته تنازل عن الحق اللبناني ضربة واحدة دون أن يأخذ أي شيء بالمقابل من إسرائيل، وهذا ما صرح به العميد بسام ياسين الذي قال إن تصريح عون أعطى للعدو كامل ما يطلب به دون الحصول على شيء بالمقابل” ويرى متابعون أن هذا يعد تنازلا خطيرا عن الحق اللبناني وسيحرم لبنان والأجيال القادمة من الثروة النفطية والغازية ومن آلاف الكيلومترات من المياه الإقليمية اللبنانية، وهذا يعتبر خيانة أقدم عليها رئيس الجمهورية والسلطة السياسية في لبنان كما أن العميد ياسين طلب توضيحا من رئيس الجمهورية لكنه لم يأت. واستطرد: “رئيس الجمهورية لديه اعتبار وحيد يتحكم بقراره وهو أن يقايض الأمريكيين بالتنازل عن الخط 29 مقابل رفع العقوبات الأميركية عن صهره جبران باسيل، والذي يعاني في لبنان من فقدان شعبيته وحظوظه بالوصول لرئاسة الجمهورية .
أن سكوت “حزب لله” هو بداية صفقة “اذا اعطيناكم ما تريدون في الثروة البحرية، تتركون السلاح بأيدينا”
بالمختصر ، لأجل منافع العهد وال”حزب” كان تقديم هدية مجانية لإسرائيل”. هذا الأسبوع وبعد انكشاف الفضيحة، اضطر رئيس الجمهورية لنفي ذلك أمام الإعلام ونفي تراجعه عن الخط 29.
إنها أكبر فضيحة منذ قيام دولة إسرائيل يقترفها الممسكون بالسلطة في لبنان والذين يعملون على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويتنازلون عن مساحة بحرية أكبر بكثير من مساحة المزارع والتلال مع ثروة بمليارات الدولارات.
.. ويقولون “أن لبنان آخر من يوقّع مع اسرائيل”..أما تحت الماء فالتوقيع مباح..
فأين هو شعب لبنان العظيم مما يحصل؟.