بقلم نور الدين مدني

ترددت في تناول هذه الرواية التي كتبتها الكاتبة المصرية المعروفة نوال السعداوي المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المراة بصفة خاصة لأنها تعرضت لقضايا مختلف عليها عقدياً ومجتمعياً، لكنني وجدت نفسي مدفوعاً للكتابة عنها لأنها تعبر عن حال  المرأة المقهورة في بلادنا الشرق أوسطية.
لم اجد عنواناً للكتابة عنها سوى هذا العنوان الذي  إستمديته من إسم «منظمة لا لقهر النساء السودانية» التي نجحت في الدفاع عن حقوق المرأة في بلادنا، ومازالت تسعى  لإنصاف المرأة التي مازالت  تعاني من بعض أوضاع القهر المجتمعي.
لن أدخل معكم في تفاصيل أحداث ومواقف الرواية  التي دارت حول بدور التي دخلت في علاقة جنسية مع نسيم الذي صادفته في مظاهرة لكنها وجدت نفسها منساقة نحوه وهي تمشي وراءه وكأنما تمشي في النوم ،عرض عليها نسيم الذهاب للمأذون لعقد زواجه بها لكنه في اليوم التالي للمظاهرة  اُعتقل و واختفى من حياتها لكنها إحتفظت بالجنين الذي بدأ يتشكل في أحشائها حتى وضعت إبنة تركتها في الشارع لتجد من يتبناها  وتصبح بطلة الرواية زينة بنت زينات.
عندما كان يسألها المدرس عن إسمها الثلاثي تقول زينة بنت زينات وتبدأ اللعنات تلاحقها من المدرس ومن زميلاتها  لكنها  صمدت في مواجهة اللعنات وأصبحت موسيقية ناجحة بفضل يشجيع معلمة الموسيقى ابلة مريم التي إكتشفت موهبتها.
في مشهد اخر نتابع بدور الدامهيري وهي تكتب رواية أعطت إسم البطلة فيها بدرية بدلاً من إسمها الحقيقي بدور وإسم البطل في الرواية نعيم بدلاً من إسمه الحقيقي نسيم، وكانت بدور قد تزوجت من زكريا الخرتيني وأنجبت منه إبنة لكنهما ظلا يتشاجران  فيما يزداد التباعد العاطفي بينهما يوماً بعد يوم، رغم تظاهرهما في المجتمع  كزوجين ناجحين.
على جدران المراحيض كانوا يكتبون إسمها زينة بنت زينات مصحوباً بالسباب  واللعنات بينما ظلت تصر زينة على هذا الإسم وهي تفتخر بأمها زينات.
أحمد الدامهيري الذي تعلق قلبه بزينة بنت زينات درس علم الإجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية ويتحدث الإنجليزية والفرنسية وزار غالب مدن العالم لحضور مؤتمرات الأديان بعد ان انتمى لجماعة من جماعات الإسلام السياسي، حاول التقرب من زينة أكثر من مرة لكنها تجاهلته وظلت تبتعد عنه.
تحول شعار الجماعة التي إنتمى لها احمد الدامهيري من المصحف والسيف إلى  الشريعة  والمسدس تحت إدعاء ان الدين يحتاج للقوة العسكرية التي تحميه، وكان قد ورث  إيمانه بالله عن والده فضيلة الشيخ الذي كان يمتلك بيمينه ما يشاء من النساء العفيفات المحصنات والغواني والعاهرات.
كتب الصحفي الشاب محمد أحمد مقالاً أشاد فيه بزينة بنت زينات قال فيه أنها ليست كوكباً واحداً إنما كواكب متعددة، تم إعتقاله وتعذيبه وإتهامه بالكفر.
ذات صباح قرأت بدور الدامهيري خبراً في الصحفة الأدبية  بعنوان « الكاتب الكبير زكريا الخرتيني صدرت له رواية  جديدة» لتكتشف بأنها روايتها المسروقة: لم تشعر بدور إلا وأنها متمددة على الرصيف ولا شئ يتحرك فيها سوى فستانها القطني .. يحركه الهواء، ترفعه الريح عن جسدها وحولها أطفال الشوارع يغنون « ماما زمانها جاية  .. جاية ومعاها هدية».