ابراهيم براك- سدني
منذ ستَ وثلاثين سنة من الزمن،
استشهد من غير الزمن في 21 يوما من الزمن…??
سقط القائد الذي كان يحلم بلبنان الوطن،
الدويلات المستقوية، الوطن وليس المزرعة …الدولة القوية وليس
دولة الثواب والعقاب وليس دولة السمسرة والهروب من المحاسبة،
دولة الحضارة والصدق والشفافية لا دولة،
«مرقلي ت مرقلك» و»عرقلي ت عرقلك», و»الزعبرة شطارة»…
اراد الرئيس الشهيد دولة تَرفع رأسها بشعبها، وشعبا يعتزُ بوطنه يتحدُ للدفاع عن ترابه، لا دولة يُرفع فوق كرامتها كل المصالح، ارضها ساحة مستباحة وصندوق بريد جوال، وشعبها منقسم الولاء، انصياع للخارج ورضوخ للأوامر، يعيش في لبنان وينادي بحياة دول وانظمة واسياد، وفي الأخر وبصوت هامس
يقول « يحيا لبنان»… ?
حلم الشيخ بشير، كان هدفه الأساسي وضع حدً نهائيً للمؤامرة، ولسوء الحظ المؤامرة مستمرة ولم تتوقف وما زالت تفتك وتنقض على وطننا، وهذه المؤامرة مستمرة ولن تتوقف ما لم يستيقظ البعض من نومهم العميق وغيبوبتهم، فلبنان لن يكون وطنا ما دام قسمٌ من شعبه مستمرٌ بمساعدة ومساندة الغريب على ابقائه
بقعة صراع وحقل تجارب…
متى يتحقق حلم البشير الغائب الحاضر؟ …
متى تعود السيادة وتهزم التبعية؟ متى نتوحد ويهزم الانقسام؟
متى نثق بالوحدة ولا نعود نخاف من التقسيم؟
متى تنتصر الديمقراطية وينتهي عصر الصفقات؟
متى تنظم حياة الناس، كهرباء وماء وشاطئ نظيف وسماء دون تلوث وهواء دون سموم وحياة طبيعية بعيدة عن الهموم؟
متى يُحترم القانون في المؤسسات وعلى الطرقات وفي أي مكان، فلا نعود نرى المخالفات والتخلف والخلافات؟
حلم الشيخ بشير، كان يضع القائد او الزعيم او المسؤول في المركز وفي السلطة ليخدم الناس والوطن، وليس كما يرغب البعض اليوم وضع الوطن والناس وحتى الشهداء في خدمة وصولهم للمركز والتحكم بالسلطة.
حلم الرئيس الشيخ بشير كان منسوجا من عنفوان الشباب ومكتوبا بدماء الشهداء،
ابيضا كثلج جبل لبنان، وهاجا كشمسه، شامخا كأزره.
لم يخدع البشير الناس، لم يزج بهم في حروب خاسرة، كلامه كان
نورا ونارا، حقا وحقيقة، صدقا ومصداقية…
رفض الرئيس بشير الجميل المساومة على القضاء والعدل ورفض الاستهتار بالحق ومصالح الناس، حلمه انتفض على الاذلال والجبن، كسر اسوار الخوف، أنعشَ الأمال، أيقظ الروح الوطنية، احيا الثورة اللبنانية، وانتفاضة الاستقلال هي ثمرة أفكاره وهدف طالما طمح الى تحقيقه وكان يدرك ان اللبناني الذي يتعايش بخياره او غصبا عنه ويرضخ لاحتلال السوري سيأتي اليوم وينتفض ويتحد مع أخيه في المواطنية لتحرير الوطن، وهذا بالفعل ما حصل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الشهيد
حلم الشيخ بشير الجميل , بعد ستة و ثلاثين عاما ن من الغياب , ما زال حلم كل لبناني يؤمن بلبنان وطن الحضارة والرسالة وطن الحرية والكرامة, ذلك الحلم لن يموت , وما زال شعب لبنان يدفع الضريبة الغالية والعالية في سبيله لان اعداء لبنان اغتالوا صاحب الحلم , وما زالوا مصممين على اغتيال «الحلم « , والواجب يدعونا ان ندرك ما يخطط له اعداء لبنان , الواجب يحتم علينا ان لا نخون الأمانة وان يبقى لبنان همنا وغايتنا , والمطلوب عدم الاستسلام والاستمرار بالمواجهة والسعي للوحدة بين اللبنانيين, وحدة مصيرهم وحرية كل شبر من أرضهم وكل حبة تراب وهذه هي وكما قال المهمة المحددة له
?10452 كلم مربع»…
ايها البشير الحي فينا، نعدك تحقيق الحلم، نعدك بأن تنتصر ارادة الحياة على مؤامرة الموت، وان نغلب بتعاليمك الشر لكي ينتصر الخير، وينتصر لبنان…