كايلي مور – غيلبرت
ملبورن
تتغير أدوار النساء غالباُ في المجتمعات في زمن الصراع عنها عن زمن الاستقرار وذلك كنتيجة لتبعات الحروب والثورات. فتصبح النساء فريسات حرب، ويصبحن وأطفالهن بحاجة للدفاع، حيث يواجهنَ خطر الاغتصاب، أو التجارة، أو المعاملة كسبايا.
فتتغير الأعراف المجتمعية في فترات الحرب أو الثورة، وتحتل النساء مواقع الرجال- كما حدث في الحرب العالمية الثانية حيث خرجت النساء من بيوتهن وبدأنَ العمل في المصانع.
كان لمشاركة النساء في سوق العمل حينها بالغ الأثر، فقد اعطتهن الطموح للعمل خارج أدوارهن السابقة كزوجة و أُم، بل يمكننا القول بأنها أصبحت تقود حركة حقوق النساء جميعاً في الغرب. كما لعبت النساء دور مهم خلال الحرب الأهلية الصينية، حين حاربنَ جنباً إلى جنب بجانب الرجال وحسنّ مكانتهن، كما الحال اليوم في القطاع الكردي في العراق وسورية.
كما كانت النساء نشيطات في الثورة الايرانية، وفي الربيع العربي حيث تعرضنَ للاعتقال والضرب والتعذيب إلى جانب الرجال. كما لعبت النساء دوراً مركزياً في المظاهرات بما فيها الدول المحافظة، كما في حالة توكل كرمان والتي فازت بجائزة نوبل للسلام لقيادتها مظاهرات سلمية ضد نظام علي عبدالله صالح في اليمن، وعلى مساعدتها للنساء في الحصول على حقوقهن.كل هذا قد يؤثر تدريجياً في نظرة المجتمع نحو دور النساء فيه. كما حدث في الخليج العربي وتحديداً في البحرين فقبل الربيع العربي لم يكن المجتمع يتقبل مشاركة النساء في الفضاءات العامة، لكنها الآن أصبحت أكثر مشاركة، كما تقبلها الرأي العام.
إن زيادة أعداد الجماعات الإرهابية في مناطق الصراع مثل سورية والعراق وليبيا، والصومال قد يشكل تهديداً خطيراً على الحرية الاجتماعية إلا أنّ الأعراف السائدة تتغير في فترات الصراع، كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية عندما توقّع الرجال أن النساء سيتركنَ عملهن ويدخلنَ إلى بيتهن مجدداً. على الرغم من تراجع دور النساء في حينها إلا أن دورهن تحسن فيما بعد فالنساء لم تنسى تجربتهن في سوق العمل. صحيح أنه يمكنك أن تسلب حقوق الأفراد لكن لا يمكنك أبداً أن تسلب حقهم بالحصول عليها.
على الرغم من وجود ردة فعل تقليدية وأحياناً دينية للحد من مشاركة النساء وتحسن دورهن في الشرق الأوسط إلاأني كلي أمل أن تتمكن دول الشرق الأوسط في نهاية هذا الصراع من دفع النساء لتولي أدوار نشطة وفاعلة أكثر في الحياة الاجتماعية.