
يشهد العالم موجة غير مسبوقة من الكوارث الطبيعية، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات كارثية اجتاحت الإكوادور والأرجنتين وإسبانيا، بينما ثار بركان فويجو في جواتيمالا مهددًا آلاف السكان. في الوقت ذاته، ضربت عاصفة قوية أستراليا، متسببة في أضرار جسيمة وانقطاع واسع للكهرباء.
الإكوادور.. الطوارئ بسبب فيضانات كارثية
أعلنت السلطات الإكوادورية حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات مدمرة أودت بحياة 18 شخصًا وأثرت على أكثر من 82 ألفًا آخرين. غمرت مياه الفيضانات مدينة لوجا بالكامل نتيجة فيضان نهري مالاكاتوس وزامورا، ما أدى إلى تدمير المنازل وتشريد آلاف العائلات.
ووفقًا للأمانة الوطنية لإدارة المخاطر، فقد شهدت البلاد 1394 حادثًا في 23 مقاطعة، ما أدى إلى تضرر 22,162 منزلًا وانهيار 106 منازل أخرى بالكامل، فضلًا عن تدمير عدة جسور وطرق رئيسية. كما تعرض القطاع الزراعي لخسائر فادحة مع تلف آلاف الهكتارات من المحاصيل ونفوق عشرات الآلاف من الحيوانات.
إسبانيا.. عاصفة “جانا” تضرب المدن وتُحدث فوضى عارمة
ضربت العاصفة “جانا” عدة مدن إسبانية، متسببة في فيضانات واسعة وانهيارات أرضية وإغلاق العديد من الطرق. وذكرت صحيفة “الباييس” أن العاصفة أسفرت عن فقدان شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة.
أعلنت السلطات حالة التأهب القصوى في 12 بلدية، مع تحذيرات من الرياح العاتية والعواصف الشديدة وتساقط الثلوج. كما تجاوزت عدة أنهار مستويات الأمان، ما دفع السلطات إلى تعزيز إجراءات المراقبة تحسبًا لأي تطورات خطيرة.
جواتيمالا.. بركان فويجو يدخل في حالة ثوران جديدة
في جواتيمالا، عاد بركان فويجو، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، للثوران مجددًا، ما أثار حالة من الذعر بين السكان. دفع هذا النشاط البركاني السلطات إلى إجلاء نحو 30 ألف شخص من المناطق المحيطة، كإجراء احترازي لمنع وقوع كارثة إنسانية.
وبحسب المعهد الوطني لعلم الزلازل والبراكين، فإن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الثوران نفسه، بل في الانجرافات البركانية التي قد تدفن قرى بأكملها تحت الطين والرماد والصخور. وقد سبق أن تسبب ثوران البركان في عام 2018 في مقتل وإصابة حوالي 400 شخص.
أستراليا.. العاصفة ألفريد تعيث فسادًا في الساحل الشرقي
اجتاحت العاصفة “ألفريد” مناطق واسعة من الساحل الشرقي لأستراليا، متسببة في رياح عاتية وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات شديدة وانقطاع الكهرباء عن أكثر من 330 ألف منزل وشركة.
ووفقًا لتقارير الأرصاد الجوية، فإن العاصفة تسببت في اقتلاع الأشجار وتدمير خطوط الكهرباء والبنية التحتية، كما ارتفعت مناسيب الأنهار بشكل ينذر بالمزيد من الفيضانات. وتكافح فرق الطوارئ لاستعادة الخدمات الأساسية، في ظل تحذيرات من استمرار سوء الأحوال الجوية.
تحذيرات دولية من تصاعد الكوارث المناخية
مع استمرار موجات الطقس العنيفة في مختلف أنحاء العالم، يؤكد الخبراء أن تأثيرات التغير المناخي تزيد من حدة هذه الظواهر وتجعلها أكثر تكرارًا. وتطالب الحكومات باتخاذ تدابير عاجلة للتكيف مع هذه التغيرات، وتعزيز أنظمة الطوارئ والاستجابة السريعة لمواجهة المخاطر المتزايدة.