انطوان كرم
رئيس المجلس القاري

يصادف يوم 13 اذار 2025 ، يوم المغترب اللبناني الذي نحتفل به في كل عام. ويكون فرصة للتكريم والتواصل لنتوجه بتحية تقدير واعتزاز لكل مغترب لبناني رفع اسم وطنه عالياً، ولكل من ساهم في بناء جسور التواصل بين لبنان والعالم.
يُشكّل المغترب اللبناني ظاهرة استثنائية في عالم الاغتراب، حيث استطاع أن يترك بصمته في مختلف دول العالم، رافعًا اسم لبنان عاليًا بإنجازاته ومساهماته في شتى المجالات، فمنذ أكثر من قرن، انتشر اللبنانيون في بقاع الأرض بحثًا عن فرص أفضل، لكنهم لم يكونوا مجرد مهاجرين عاديين، كما لم يكن مجرد انتقال جغرافي، بل كان رحلة كفاح وإبداع رسّخت حضور اللبنانيين في المجتمعات التي استقروا فيها، وأثبتت جدارتهم وقدرتهم على التكيف مع الثقافات المختلفة ليصبحوا جزءًا لا يتجزأ من نهضتها وتطورها، وليصبح المغترب اللبناني سفيراً للإرادة والنجاح.
وفي أستراليا، تتجلى قصة النجاح المتجددة للمغتربين اللبنانيين، حيث قدموا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وساهموا في بناء مجتمع متكامل يضم رجال أعمال ناجحين، سياسيين بارزين، أطباء، مهندسين، وأكاديميين تركوا بصماتهم في مختلف القطاعات. أما على الصعيد الثقافي والاجتماعي، فقد نجح اللبنانيون في الحفاظ على تراثهم من خلال المؤسسات الثقافية، والجمعيات الخيرية، والاحتفالات السنوية التي تعكس روح لبنان وتراثه الغني.
في هذا السياق، تلعب الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم دورًا أساسيًا في الحفاظ على وحدة اللبنانيين المنتشرين، حيث تعمل على تعزيز الروابط بين المغتربين ووطنهم الأم، وتساهم في دعم القضايا الوطنية من خلال مؤتمراتها ومبادراتها الاغترابية.
ورغم المسافات، يبقى لبنان حاضرًا في وجدان المغتربين الذين يجسدون معنى الالتزام بالوطن، ويترجمون ذلك بالدعم المستمر لأسرهم ولوطنهم عبر التحويلات المالية، والاستثمارات، والمشاركة في المشاريع الإنمائية. كما لم يتخلَّوا يومًا عن دورهم في الدفاع عن لبنان في المحافل الدولية، والمساهمة في القضايا الوطنية التي تعزز استقلاله وسيادته.
ويأتي يوم المغترب اللبناني في كل عام ليكون فرصة للتكريم والتواصل، فهو محطة مهمة للاعتراف بجهود اللبنانيين المنتشرين حول العالم، ومناسبة لتسليط الضوء على إنجازاتهم وإبراز دورهم في دعم وطنهم الأم. إنه يوم لتقدير العطاء والتضحيات، وفرصة لتعزيز التعاون بين لبنان وأبنائه المنتشرين، الذين يبقون الركيزة الأساسية لنهضته ومستقبله.
في هذا اليوم، نوجّه تحية تقدير واعتزاز لكل مغترب لبناني رفع اسم وطنه عاليًا، ولكل من ساهم في بناء جسور التواصل بين لبنان والعالم. فالمغترب اللبناني ليس مجرد مهاجر، بل هو قصة نجاح، وعنوان صمود، ورمز للأمل بغدٍ أفضل لوطنه وأبنائه.