بقلم: م. تيسير عبد العزيز حسن بشير – سيدني

التعليم قبل المدرسي أو ما يعرف برياض الأطفال هي المرحلة التي تسبق دخول الطفل إلى المرحلة الابتدائية ورغم أن البعض قد يرى هذه المرحلة كمرحلة ترفيهية في بعض المجتمعات لكن الأبحاث والدراسات الحديثة تؤكد على أهمية هذه الفترة في تطوير القدرات المعرفية والشخصية للطفل مما يمهد الطريق لنجاحه في المراحل التعليمية اللاحقة.

في هذه المرحلة المهمة تتشكل الملامح الأولى لشخصية الطفل وتبنى الكثير من مهاراته الأساسية التي تستمر معه طوال حياته ومن خلال التفاعل اليومي مع أقرانه يطور الطفل مهاراته الاجتماعية مثل التعاون والمشاركة وحل المشكلات البسيطة وكما يتعلم الطفل أساسيات التواصل الفعال مما يجعله أكثر استعداداً للتعبير عن أفكاره ومشاعره في المراحل اللاحقة.

تطوير القدرات الاجتماعية وتعزيز الجوانب الأكاديمية والنفسية

لا تقتصر مهام التعليم قبل المدرسي على تطوير القدرات الاجتماعية للطفل فقط بل تشمل الجوانب الأكاديمية والنفسية ويكتسب الطفل مهارات أولية وأساسية في القراءة والكتابة والعد مما يعده لفهم المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية بسهولة أكبر وتسهم البيئة الجيدة والداعمة داخل رياض الأطفال في تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على الاستكشاف والتعلم دون الخوف من الفشل.

أهمية الأنشطة الحركية والألعاب

يمثل اللعب النشاط الأساسي للأطفال في مرحلة التعليم قبل المدرسي ويعد وسيلة فعالة لاكتشاف البيئة المحيطة وتنمية المهارات الحركية وكما أن الأنشطة الحركية مثل الجري والرسم واللعب بالمعجون تساعد في تحسين التنسيق بين العين واليد وتعزز تطور العضلات الصغيرة والكبيرة.

دور المعلمين وأولياء الأمور

تتطلب هذه المرحلة معلمين مؤهلين يمتلكون خبرة تربوية تمكنهم من فهم احتياجات الأطفال ألتعليمية وتوظيف استراتيجيات تعليمية تناسب مراحل نموهم والمعلم الذي يستطيع إضفاء أجواء من التفاعل داخل الصف هو المعلم الأنجح في تنمية اهتمام الأطفال بالتعلم و دور أولياء الأمور لا يقل أهمية والتواصل المستمر مع إدارة رياض الأطفال والمعلمين يضمن تتبع تقدم الطفل وتعزيز نقاط قوته ومعالجة أي مشاكل تظهر في سلوكياته أو تحصيله والمشاركة في الأنشطة المنزلية وتخصيص وقت يومي للقراءة واللعب يعززان مكانة التعلم في وعي الطفل ويحفزانه لمواصلة السعي نحو المعرفة.

خاتمة

يمثل توفير بيئة تعليمية جيدة في مرحلة التعليم قبل المدرسي ركيزة أساسية في بناء شخصية الطفل وتعزيز قدراته الأكاديمية والاجتماعية مما يسهم في إعداد أجيال قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات مزدهرة ومستقرة.