أنطوان القزي
لطالما تندّر الأستراليون على أنطوني ألبانيزي وراحوا يطلقون النكات عليه عندما أصبح زعيماً للمعارضة الفيدرالية.
فهل يصيبه ما أصاب بوب كار الذي قابله سكان نيوساوث ويلز بصيحات الإستهجان عندما انتُخب رئيساً لحكومة الولاية وتساءلوا:» من أين أتوا بهذا الرجل ومن أين نبشوه»، ليصبح فيما بعد من أهم رؤساء الحكومات وأكثرهم بقاءً في الحكم ( عشر سنوات) وليودّعوه بهتافات التقدير والثناء؟.
قطفها «ألبو» والفضل يعود للدعسات الناقصة الني اقترفها سكوت موريسون، خاصة في السنتين الأخيرتين.
كلامنا اليوم ليس من باب «عندما تسقط البقرة يكثر سلّاخوها» ، فنحن كنا من أشّد المؤيدين ل»سكومو» في مطلع عهده يوم كان يؤمن بالعجائب، لكننا ، منذ نحو سنتين، لم نستطع البقاء صامتين أمام زلاّت وسقطات سكوت موريسون من ذهابه في رحلة استجمام سنة 2021 الى هاواي يوم كانت الحرائق تلتهم كوينزلاند وتيوساوث ويلزوتحوّل جنوب الولاية الى كتلة متفحّمة. الى ردّة فعله المستهجنة إزاء ضحية الإغتصاب في برلمان كانبيرا بريتاني هنغنز سنة 2021، الى سلسلة اعتذاراته من عدة تساء كان خاطبهن بقساوة ، الى تأخره في الإستجابة للكوفيد وتأخر وصول اللقاح الى أستراليا في المرحلة الأولى، الى تعامله العالي السقف مع الصين مما تسبب في خسارة أستراليا لأكثر من 200 مليار دولار.الى فشله في التعامل مع الفيضانات الأخيرة خاصة في ليسمور شمال نيوساوث ويلز حيث تمنّع كثير من المواطنين عن مصافحته لدى زيارته المدينة، الى إخفاقه في التعامل مع جزر سالومون التي يلومها اليوم لأنها أبرمت صفقة «خطيرة» مع الصين.
ومع ذلك، لم «يبلع» الإعلام الأسترالي تفوّق «ألبو» في الإستطلاعات الأخيرة، فيوم الأربعاء الماضي وفي مناسبة في نادي ماركوني الإيطالي جمعت نحو 400 شخص، أعلن ألبانيزي عن افتخاره بأصوله الإيطالية، ولدى الإنتهاء من إلقاء كلمته، سأله صحافي سؤالاًغير بريء:» كيف تلفظ أسم عائلتك»!. في أضارة إلى أنالبانيزي ليس انكلوساكسونياً؟!.
ورغم ذلك ، فاز ابن المرأة غير المتزوّجة «سنغل مام» وساكن الأحياء الشعبية والمساكن الحكومية ليصبح رئيساّ لوزراء أستراليا..مبروك «ألبو».