أنطوان القزي
مَن عاش زمن الصراعات الرياضية في النصف الأول من السبعينات في ملاعب كرة القدم ، يتذكر سوء الإصطفافات الطائفية خاصة بين جمهورَي الراسينغ والحكمة، وأذكر يوم حصل إشكالٌ كبيرٌ في الملعب البلدي في الطريق الجديدة سنة 1973سقط فيه عدد كبير من الجرحى بينهم لاعب الراسينغ المعروف يومها طوني شمعون الذي أصيب في رأسه وبقي في «كوما» عدة شهور وهذه الإصابة حرمته
العودة الى الملاعب.
وبعد تلك الحادثة، باتت المباريات تجري بلا جمهور.. الى أن ازدهرت لعبة كرة السلّة بعد الحرب وباتت لعبة شعبية لدى اللبنانيين، وسرعان ما عاد سيناريو الحكمة والراسينغ لكن مع فريقي الرياضي والحكمة وكانت معظم المباريات بينهما تنتهي بإشكالات وجرحى الى ان هدأت الأمور في السنوات الاخيرة..
لكن ما حصل يوم الأحد الماضي في المنارة حيث يوجد ملعب الرياضي من شتائم طائفية ورمي عبوات على أرض الملعب وتدافع عنيف والإعتداء على القوى الأمنية، (الصورة) وملاحقة اللاعبين والإداريين الى غرف الملابس بعدما انسحبت القوى الأمنية، فهو مشهد يشي أن ما في النفوس مخيف ولا يبشّر بالخير؟!.
ويوم الأحد أيضاً، وفي خطاب إنتخابي في حي المنكوبين في طرابلس استحضر فيضل كرامي كل مفردات وتعابير وتحريضات الحرب .. وهذا كان برنامجه الإنتحابي ووصلت أصداء المصفقين الى باب الرمل والتبانة والميناء..
فيصل كرامي الذي كان يوماً وزيراً من حصّة الشيعة قال:» لن نسامح ولن نهادن، ولم نقبل ان تكون مرجعيتنا لا من صيدا ولا من بيروت، والأكيد لم ولن نقبل أن تكون مرجعيتنا في معراب”.
عظيم، فلماذا يحاربون الفيدالية إذن، وهم «فدرلوها» من باب استنهاض الغريزية والعصبية الطائفية عند مؤيديهم؟!.
وليس بعيداّ عن المكان ، وفي إطار المزيد من إثارة الفتنة، تمّ ليلة السبت الأحد تفجير منزل أحد ابناء بلدة القموعة (المرة الأولى كانت منذ سنة) على خلفية إشكال عقاري قديم، وأصدرت بلدية الفنيدق ومخاتيرها وفعالياتها الرسمية والمدنية بيانا أوضحت فيه أن «التفجير أصاب منزل ياسر تاج الدين زكريا الملقب (أبوشهاب) في منطقة القموعة بملكه الخاص و المطل على خراج بلدة بزبينا ومنطقة الجومة -عكار”.
استنكرت بلدية عكار العتيقة ومخاتيرها وفاعلياتها التفجير الذي حصل في القموعة، واعتبروا أن «عكار وفنيدق جارتان وما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما، وإن هذا العمل الفتنوي لا يمت الى الدين والاخلاق والقانون بصلة».
وتوجّهت البلدية والفعاليات إلى «كل من يعنيهم الأمر بالنزاع القائم في منطقة القموعة»، فقالت: «كفّوا سفهاءكم عن اللعب بنار الفتنة عند كل استحقاق تدور فيه رحى العنصرية والعصبية البغيضة بين أبناء البلدتين الجارتين المتلاصقتين، وكأنها قنبلة موقوتة (نار تحت الرماد) يقودها ويحركها أصحاب المصالح الضيقة لجهات داخلية أو خارجية”.
«فدرلوها» في يوم واحد وفي أمكنة مختلفة على أرض الواقع.. وفي التنظير السياسي يلعنون أباها «خداع وكذب وتكاذب إلى أبعد الحدود.. والشعب يصفّق»؟؟!!.