علا بياض – سدني

يعاني المتشردون من العديد من المشاكل بسبب فقدهم للمسكن . واسباب التشرد هي المشاكل الاجتماعية على اختلافها ، عدم فرص العمل وهذا يعني البطالة التي تؤدي بدورها الى الفقر ، الديون ، الأمراض العقلية والنفسية ، قلة المساكن الحكومية ذات الاسعار المنخفضة والمناسبة ، الخروج من السجون ، والعنف المنزلي .

وذكرت SBS عن وجود مئه وسته آلاف متشرد حسب الاحصائيات الاستراليه ، فيما يوجد في العالم مئه مليون متشرد .

وسجلت الدراسات ان 79 ./. من المتشردين هم استراليون المولد،  في حين تم تعريف 14./.انهم من السكان في الاصليين وسكان جزر مضيق توريس.

فالقضيه يدور محورها عن عجز الحكومات عن تخصيص موارد كافية،  لدعم هذا المرفق الحيوي  الإسكان الاجتماعي . كما ان الحكومة الحالية لم تخصص في ميزانيتها اي دعم ، في زياده الامدادات السكنية ، مما زاد الازمه سوءاً .فوعود الحكومة عام 2008 التزمت بتخفيض نسبه التشرد الى النصف ، بحلول 2020  ولكن لا وجود  لأية بوادر  رغم تعاقب السنوات . مما يستدعي معالجات جذرية وسريعة والبحث عن حلول،  فغياب التخطيط من الجهات الحكوميه ، أدى الى تفاقم  مشكله التشرد  .      

  كما كشف تقرير لمنظمة Mission Australia الضغوطات كبيرة على خدمات الاسكان الحكومية ، والاستراليون الكبار في السن ، قسم كبير منهم يواجهون خطر التشرد . وهذه الفئة العمرية هي التي تلجأ  للسلطات ومراكز الخدمات الاجتماعية ، للحصول على الدعم في مجال الاسكان . فزيادة الطابور على الطلبات للسكن الحكومي ، وطول الانتظار على اللوائح قد تصل الفترة الزمنية إلى ما يقارب العشرين سنة .

ويواجه الاستراليون تحديات اقتصادية كبيرة ، مع ارتفاع الاسعار الجنونية  للمنازل والايجارات والتي لا تتماشي مع ميزانيتهم و مع قدرة اصحاب حتى الدخل الحدود . مما ادى الي  حالة من التذمر والسخط ، كما لجأ الكثير من المتشردين النوم  بالشوارع  ، والحدائق العامة والنوم ايضا في سياراتهم .                                      ويشيرتقرير الى اهمية تخصيص الحكومة الفيدرالية ، ميزانيه لبناء منازل وصيانة المنازل العامة ومنازل للطوارئ. ويقترح التقرير على الحكومة اللجوء الى ما يعرف ب  Congre gate housing  اي الشقق المشمولة لمجمعات سكنيه ، يقوم على خدمتها موظفون متخصصون بالرعايا لكبار السن ، وتوفير الخدمات الضرورية والطبية .

كما ان التشرد له مشاكل سلبية كبيرة على المجتمع ، مما يساعد في انتشار الجريمة ، السرقة ، تعاطي المخدرات ، وزيادة فرص التعرض للعنف والاستغلال .  فالمتشرد يحتاج للدعم والمساعدة وعدم تغاضي واستخفاف الحكومة لهذه المشكلة فحلها سيكون مفتاحا لكل المشكلات فيما يتعلق بمستوي الدخل ، وغلاء المعيشه وفرص العمل .

فالمسكن حق من حقوق الانسان  الاساسية ، وقمة سلم الاولويات الضروريه له ، لتحقيق الاستقرار النفسي والمجتمعي  ، الذي يستطيع من خلاله ان يؤدي دوره ووجباته تجاه وطنه واسرته . فالمسكن هو الملاذ والطمأنينة والخصوصية والانتماء ، فمن لا سكن له لا حياة ولا كرامة له .