بقلم علا بياض – سدني

اكبر تغير منذ 40 سنه حصل  حول مساعدات الحكومة لرعاية الحضانة .  يعتبر ارسال الاطفال الى رعاية الحضانة من الاولويات التي لا يمكن الاستغناء عنها . فمهمة الاسرة والحكومة والمجتمع رعاية الاطفال والمحافظة على سلامتهم وسعادتهم وصحتهم . فدخول الاطفال رعاية الحضانة يعتبر تجربتهم الأولى ، فهو فرصة عظيمة للتعلم كما يعد اساساً لتحضيره لمرحلة التعليم الاساسية.    كما تعزز  رعاية الحضانة بناء علاقات وصداقات خارج نطاق الأسرة ، كما لديها دور ايجابي في اكتساب مهارة العمل واللعب الجماعي  مع زملائه والأنشطه التي تثير حواسه وفكره وادراكه ، كالتعبير والحوار مما يعزز ثقته بنفسه  .

فتغيير الحكومه للقرار الذي اخذته وهو حرمان الطفل  «دور الحضانة»من هذه الرعاية و المتعة التي سيتلقاها ليس ذنبه لو كانت والدته لا تعمل .  فاعتناء الأم بأطفالها   في مرحلة دون الخمس سنوات هو من اصعب المهام ، لما يترتب عليها من مسؤوليات وجهد نفسي وجسدي . فالضغوطات عليها كثيرة ، والأولى على الحكومة مساعدتها لا ان تزيد ضغطاً عليها . فهي من تركت تعليمها وعملها من اجل رعاية اطفالها وبناء اسره تفتخر بها .

لمَ لا تتم مساعدتها ؟ لما يتم إلغاء تحمّل الحكومة تكاليف اليومين لدور الرعاية من اجل الطفوله والأم معاً. فالأم بحاجة الى راحة ايضا لتواصل العطاء امام مهماتها العظيمة تجاه اسرتها . فعند طلب الحكومة منها العمل ليومين ولو لساعات قليلة او متابعة الدراسة  ليس بالأمر السهل ، فما تقدمه لأطفالها اسمى وارقى في هذه المرحله بالذات  .العمل والدراسة سيزيدون من اعبائها،  فحين  يدخل اطفالها المدرسة في عمر الخمس سنوات هنا ُتطالب الام بالعمل والدراسة من الجهات المعنية بذلك ، فهي تكون اصبحت قادرة على دخول هذين المجالين .

فالأم العاملة يدخل طفلها دور الرعاية خمسه ايام على نفقة الحكومة والجزء القليل يدفعه الاهل،  ولكن يعتبر قرار الام العاملة حقاً متروكاً لها ولخيارها في هذه المرحلة . والناس ليسوا سواسية بتحمل المسؤليات نفسها ، كما ان الميسور مادياً يمكن  ان يتمتع اطفاله  على نفقته الخاصة ،  نحن في بلد لا يفرق بالحقوق والواجبات ، لماذا  يُحرم الطفل ولو من يومين كانا من حقوقه سابقا اذا كان غير ميسور الحال ، لماذا حرمانه من هذا الملاذ الذي يرفه به عن نفسه مع زملائه . فالرجوع عن هذا القرار هو لصالح الطفل اولاً واخيراً  ، وانا ارى انه سوف يعدل ربما مع الحكومات القادمة .

استراليا خيرها كثير لهذا البلد ومواطنيه ، وهي الحامي لحقوق الطفل والمدافع عن قضاياه ، من اجل بناء مستقبل مشرق لأبنائها.