أنطوان القزي
منذ عشرة أيام أثار موت صبيّة كردية إيرانية اعتقلتها دورية «شرطة الإرشاد (أو الأخلاق)» غضبا كبيرا في البلاد؛ فالشابة التي كانت برفقة أخيها قرب محطة مترو أثناء رحلة عائلية للعاصمة طهران، انتهى بها المطاف ميتة أثناء احتجازها.
ومنذ ذلك الوقت والعالم مشغول بأعمال العنف الإيرانية، باللواتي يخلعن الحجاب ويرقصن في الشوارع.
وفجاة استدار العالم يوم الأحد الى إيطاليا حيث فازت اليمينية المتطرّفة المعجبة بموسوليني جورجيا ميلوني بالإنتخابات النيابية.
وميلوني هي أول امرأة تقود حكومة إيطالية؟
وتحمل ميلوني شعار «الله الوطن العائلة» وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من «الأسلمة» وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة «مجموعة الضغط لمجتمع الميم» و«الخريف الديموغرافي» للبلاد التي تسجل أعلى متوسط أعمار بين الدول الصناعية بعد اليابان مباشرة.
في العام 2016 نددت بـ«التبديل الإثني الحاصل في إيطاليا» على غرار الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة الأخرى في أوروبا. وترى صوفيا فينتورا، أستاذة العلوم السياسية في جامعة بولونيا، أن «ميلوني تمثل مرجعاً في الاحتجاج والسخط».
تعدّ ميلوني وحزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أُسس بعد الحرب العالمية الثانية.
في سن التاسعة عشرة أكدت في تصريح لمحطة «فرانس3» التلفزيونية الفرنسية، أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان «سياسياً جيداً». وهي أدركت أن عليها أن تراعي قاعدتها التي تؤكد انتماءها إلى هذا الماضي، كما عليها في الوقت نفسه طمأنة المعتدلين للتمكن من الفوز. وقالت في مقابلة مع مجلة «ذي سبكتيتور» البريطانية قبل فترة قصيرة «لو كنت فاشية لقلت ذلك».
وفي حين لا تزال تقر بأن موسوليني «أنجز الكثير»، إلا أنه ارتكب «أخطاء» منها القوانين المناهضة لليهود ودخول الحرب، إلا أنها توضح «لا مكان للأشخاص الذين يحنون إلى الفاشية والعنصرية ومعاداة السامية» في صفوف حزبها.
ولدت ميلوني في روما في 15 يناير (كانون الثاني) 1977، وأصبحت ناشطة في صفوف جمعيات طلابية مصنفة يمينية جداً في حين كانت تعمل حاضنة أطفال ونادلة.
في العام 1996 ترأست جمعية في المدارس الثانوية اتخذت الصليب السلتي شعاراً.
وكانت تحل ضيفة على الكثير من البرامج التلفزيونية. فشبابها وحماستها والصيغ التي اعتمدتها تستقطب وسائل الإعلام. وقد أدركت أيضاً أن شخصية امرأة شقراء وشابة مهمة بقدر الأفكار التي تطرحها في المجتمع الذكوري النزعة في إيطاليا.
وقالت لأنصارها في 2019 في روما خلال كلمة حماسية باتت شهيرة «أنا جورجيا أنا امرأة أنا أم وأنا إيطالية وأنا مسيحية». ولجورجيا ميلوني ابنة ولدت في 2006 وهي على علاقة بصحافي تلفزيوني.
وكتبت ميلوني صباح الأحد: «في أوروبا، إنهم قلقون جميعاً لرؤية ميلوني في الحكومة انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية».
.. نحن نقول:» موسوليني تقمّص بوجه امرأة»؟!..
ختاماً نأمل أن تهب ميلوني لنصرة النائبة اللبنانية سينتيا زرازير التي تعرضت أمس الأول الاثنين للضرب بأعقاب البنادق على يد شرطة مجلس النواب اللبناني؟.