أنطوان القزي

سكر سكوت موريسون باللعب مع الكبار، وظنّ أن التواصل عبر ال «زووم» مع جو بايدن وبوريس جونسون يعفيه من النظر الى الصغار.. إلى أن جاءه «السحسوح» من فناء منزله الخلفي ، من إحدى أصغر دول العالم، جزر سليمان التي كنا حتى الأمس القريب نرسل اليها رجال الشرطة وليس الجيش على حفط الأمن فيها، وكنا نرمي لها بعض الطعام كما يرمي المدرّب أسماكاً كل دقيقة للدلافين والفقمة والأسماك الكبيرة.
ما عادت جزر سليمان تعني شيئاُ لحكومة الإئتلاف، بعدما «كبّر» سكوت موريسون الحجَر، وهو سبق كل دول العام في التنديد بسياسة بوتين في أوكرانيا وهو ضاعف المساعدات المالية لكييف مرتين في الأسبوع الأول من الحرب، وارسل اسلحة بينها عشرات السيارات المصفحة الى الجيش الأوكراني، وقبل طلبات اللاجئين الأوكرانيين دون أي سؤال وخصّص لهم اماكن إقامة فورية.
في حين كانت وزيرتا الخارجية والدفاع الأستراليتان تزوران واشنطن وتعرّجان على لندن كل اسبوعين تقريباً وتلتقطان الصور مع بايدن وأنطوني بلينكن في البيت الأبيض، واعترفت وزيرة الخارجية ماريس باين أمس الأول على أثير إذاعة «تو جي بي» أنها لم تزر جزر سليمان منذ فترة طويلة رغم انها كانت تشتمّ رائحة تحرّك صيني مريب في الجزيرة.
ما حصل في هونياري هو الصدمة الخارجية لكانبرا بعد إلغاء صفقة الغواصات النووية مع فرنسا في أيلول الماضي التي تقضي بتسليم اميركا لأستراليا غواصات تسير بالدفع النووي خلال أربعين سنة !!! وتفرض على أستراليا أن تدفع لفرنسا 4 مليار يورو غرامة إلغاء الصفقة من جانب واحد.
ولعبت الصفقة الصينية مع جزر سليمان الأسبوع لصالح العمال في الإستطلاع الأخير، في وقت يحسب فيه الأستراليون الدعسات الناقصة التي يقترفها موريسون وآخرها أصراره على ترشيح كاثرين دايفيز (الصورة) لمقعد وارينغا صاحبة المواقف المثيرة للجدل حول الرياضيين المتحولين جنسياً وتلقيها تهديداُ بالقتل واضطرار اهلها لتغيير مكان سكنهم والإنتقال الى مكان سرّي..
وبطريقة غير مباشرة فإن موريسون يتحمّل جزءاً كبيراً مما يحصل.
ولم ينسَ الاستراليون فشل موريسون في مواجهة الكورونا وسياسة اللقاحات، كما لم ينسوا إخفاقه الكبير في استيعاب أزمة الفيضانات في الأسابيع الاخيرة لأنه كان مشغولاً باللعب مع الكبار من واشنطن الى لندن وموسكو وبكين وكأنه لا يدرك أن اللعب مع الكبار يحرق الأصابع.
من الآن حتى آخر أيار ليس مطلوباً من أنطوني ألبانيزي إلا أحصاء سقطات موريسون.