بقلم العميد المتقاعد

خليل إسبر وهبه

حلّ قضية فلسطين لن يكون على حساب المستضعفين في هذا لشرق العربي او على حساب الضعفاء في تكوينهم وتركيبتهم المعقدة. الجبار الاميركي أخذ على عاتقه الحصة الكبرى من هذا الارث الثقيل الذي أورثنا إياه العرب ودولهم في العام 1948. ولا هو رهن بانقسامات الشعوب العربية المتهالكة امام الاقوى في العالم المعاصر.
صفقة العصر تكمن في قضية البيع والشراء للارض الفلسطينية استكمالاً للصفقة التي بدأت عام 1948 وما تزال مستمرة في الزمن المعاصر والمستقبل المعقد.
في تلك السنة المشؤومة بدأت فصول الحكاية ترتسم في الأفق وتبين مصير عرب فلسطين الذين توزعوا نتفاً هنا ونتفاً هناك، على ان يبقوا في اماكن لجوئهم ويصبحوا رعايا في دول الشتات.
كنا اعتقدنا ان فصول المأساة قد انتهت وختمت القصة بالشمع الاحمر لتولد من جديد دولة فلسطينية على أنقاض الارض السليب الى جانب الدولة العبرية، الكيان المغتصب لحقوق العرب. هذا الوهم الذي كان يسكننا منذ عام النكبة 1948 تحول الى حقيقة أليمة على أنقاض حقوق عرب فلسطين الذين تاهوا في الضياع والشتات ولا من ينجدهم ليتخلّصوا من هذا الوهم القاتل.
والمصيبة الاكبر التي تنتظرنا هي في هضم الحقوق الضائعة والاستعداد لإضافة ما يسمونه الارض البديلة في فلسطين لتصبح هذه الارض جزءاً من دولة اسرائيل التي تتمدد وتكسب المزيد من الارض على حساب العرب.
اميركا واسرائيل دولتان تتربعان سعيدتين على حساب العرب في ارض فلسطين. بينما العالم الحر يتفرج على مأساة العرب في ارض فلسطين. لبنان هذا البلد المنكود الحظ يرفض العرض السخي الاميركي لبلاد الأرز لقاء دفع الديون المترتبة في ذمة وطن الأرز مقابل السكوت عن العبء الثقيل البشري الذي يتحمله لبنان مقابل بيع شرف الوطن الأرزي.
لبنان البلد الأضعف بين الدول العربية المحيطة باسرائيل يرفض بإصرار القبول بهذه الصفقة التي دعيت صفقة القرن فيما يدعو الوطن اللبناني جميع أصدقائه في مجلس الامن لمؤازرته للدفاع بشراسة وعناد عن أحقية لبنان بحرية، ارضه وشعبه.
لبنان، ايتها الامم المتحدة قادر على تأكيد حقه بأرضه الذي هو أغلى من كل صفقة مشبوهة سواء اذا دعيت صفقة القرن أو صفقة العمر. من باع ارضه لقاء صفقة من المال المشبوه، قادر ان يبيع ويشتري اراضي بأبخس الاسعار والكلفة.
ان صفقة من الدولارات الاميركية لا تساوي حبة من تراب الوطن المعروض بيعه للاسرائيليين.
ارض الوطن، أيها السادة، تساوي كل مال الدنيا وما لدينا من اموال مجمعة في صناديق الخزينة وخزائن المال في سائر الدول الأخرى في العالم الحر.
لبنان، ايها السادة، غير معروض للبيع بمزاد علني رخيص ولن يكون لقمة سائغة في فم الطامعين به وبأملاكه.