
بدأ قطاع السياحة في أستراليا يظهر مؤشرات واضحة على التعافي بعد ثلاث سنوات من التراجع الحاد الناتج عن قيود السفر والإغلاق الذي فرضته جائحة كوفيد-19. وتُشير الأرقام الصادرة عن هيئة السياحة الأسترالية إلى ارتفاع ملحوظ في عدد السياح الدوليين، بالإضافة إلى زيادة الحركة الداخلية من قبل الأستراليين أنفسهم.
بحسب الإحصائيات الأخيرة، وصل عدد الزوار الدوليين إلى أكثر من 6.5 مليون زائر خلال عام 2024، مقارنةً بـ 4.2 مليون فقط في عام 2023. ورغم أن الأرقام لا تزال أقل من مستويات ما قبل الجائحة (التي تجاوزت 9 ملايين زائر سنويًا)، إلا أن النمو المتسارع يعكس تحسنًا كبيرًا.
الأسواق الأساسية مثل الصين، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، بدأت تعود تدريجيًا، فيما ساهمت حملات الترويج المكثفة في أوروبا وآسيا في استقطاب فئات جديدة من المسافرين الباحثين عن التجارب الطبيعية والمغامرات البيئية. وأفادت تقارير بأن مدينة كيرنز وشواطئ كوينزلاند، بالإضافة إلى الوجهات الثقافية في تسمانيا، شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الحجوزات الفندقية ونشاطات الجولات السياحية.
الحكومة الفيدرالية من جهتها دعمت القطاع بحزمة تمويلية تجاوزت مليار دولار، خُصصت لإنعاش الشركات الصغيرة العاملة في المجال السياحي، وتطوير البنية التحتية، وتدريب العاملين. كما تم إطلاق منصة رقمية لتسهيل حجز الخدمات السياحية وربط السياح بالمشغلين المحليين.
وقال وزير السياحة دون فاريل إن “القطاع السياحي ليس مجرد محرك اقتصادي، بل هو وسيلة لتعزيز الصورة الدولية لأستراليا”، مشيرًا إلى أن هدف الحكومة هو استعادة مستويات ما قبل الجائحة بحلول عام 2026.
رغم ذلك، يواجه القطاع تحديات عدة، من بينها نقص العمالة المدربة وارتفاع تكاليف التشغيل، وهو ما دفع بعض الفنادق وشركات الطيران إلى رفع الأسعار، الأمر الذي قد يؤثر على وتيرة التعافي.
جمعيات القطاع طالبت بمزيد من التسهيلات في التأشيرات، خاصة للزوار من جنوب شرق آسيا، وبتوسيع برامج التدريب المهني لتعويض النقص في اليد العاملة.
يبدو أن أستراليا بدأت بالفعل تستعيد مكانتها كوجهة سياحية عالمية، لكن الحفاظ على هذا الزخم سيتطلب استمرار الدعم الحكومي والتعاون بين جميع الجهات المعنية.