·

كيفما يُحتفى بالمرأة، تبقى ظاهرة التمييز شاخصة في الأذهان، ومنغمسة في فكر السيطرة الذكورية للعالم ومقدرات الحياة. ومهما يحمل اليوم العالمي للمرأة من سمات وشعارات إنسانية، تتثاءب حركات تحررها على عتبات التسلط، وتستعرض قوة البطش واللطش في حلبات الظلم المستديم. ومازالت حياة المرأة تُستنزف بالمجان بين جدران مهام المنزل، ترهقها وسائل الإرث الجاهلي في التركيبة العقيمة للمجتمعات التي تغمض عيونها عن حقائق التأريخ، وتصم آذانها عن سيرته التي تؤكد دور بلقيس وعشتار في ممالك الأمة الفانية. ومهما يوصى بها حسنا خوفا من انكسارها كقارورة بالغة الرقة، تستل سكاكين الحقد الأسود في لحظات الجبن التأريخية الخرساء، تتوقف حركة الزمن، ويسود السكون إلا من أنين أرواح البنفسج التي غادرت أعشاش أجسادها، في موروث الضعف والكراهية التي حزت فيها رقاب بريئة.
في اليوم العالمي، لا تحتاج المرأة وثوب الآخرين في ساحة أحلامها، بل تحتاج الى إطلاق صوتها كما أطلقته سيدات النساء بالمطالبة بحقوقهن، ولتدع التاريخ يدون كل صيحات الحق، فواجب التأريخ تدوين سيرتها، بدلا من أن يكون شيطانا أخرس.
كل عام وكل نساء العالم بخير