
التلغراف-eltelegraph
درجت وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة على رصد حركات وتصرّفات أحمد الشرع (الجولاني)، والتغيير الحاصل لديه من المجاهد الزرقاوي و”القاعدي” ومؤسس النصرة، ومن اعتمار العمامة ولبس العباءة ، الى البدلة الغربية مع ربطة العنق، وراحت تتحدث عن ثقافة الجسد ودلالاتها إزاء ما يقوم به الشرع، وكأن مصير الشرق الأوسط وسوريا معلّق على مراقبة جلوسه ووقوفه وقعوده ، حليق الذقن او ذي لحية طويلة.
غريب أمر الصحافة التي تنصرف من اللبّ الى القشور.
أنا لا يهمني إذا لبس قائد الإدارة السورية أحمد الشرع البدلة العسكرية أو القبعة أو العمامة او البدلة الرسمية أو ربطة العنق التي وضعها يوم استقبل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على رأس وفد من الطائفة.
ولا يهمني إذا صافح الشرع وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك أو لم يصافحها، فهذا شأن شخصي يتعلّق بعقيدة الرجل ومبادئه.
ولا يهمني إذا ظهرت المترجمة السورية ريم الحكيم، خلال لقاء أحمد الشرع مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، التي أثارت استياء عدد من الناشطين السوريين الذين تداولوا منشورات قديمة لريم تتهم فيه الشرع بالعمالة لإسرائيل، وأخرى مؤيدة للرئيس بشار الأسد.
فالشرع حر في مّن يستقبل ومن يستقبل وأن المكوّعين لم يقتصروا على ريم الحكيم، فهم يملأون الشاشات وعناوين الصحف .
ما يهمني هو ما ينعكس على لبنان انطلاقاً مما قاله الشرع في خطابه الأول انه يريد علاقة ندّية مع دول الجوار.
فبعد منع دخول اللبنانيين الى سوريا بدون تصاريح وأذونات شخصية، بدأ الأمن العام اللبناني يطبّق هذه الشروط على السوريين ايضاً انطلاقاً من المعاملة بالمثل.
وما يهمني هو ما كشفه الأمن العام السوري في طرطوس الجمعة عن إحباط عملية تهريب أسلحة وصواريخ إلى لبنان عبر معابر غير شرعية.
ما يهمني هو التنسيق مع السلطات اللبنانية لإقفال المعابر غير الشرعية وليس دعم المهرّبين والعصابات.
ما يهمني هو ما ذكرته الأمم المتحدة عن عودة 200 ألف سوري الى بلادهم وعن مساعي استكمال العودة وتوفير الحماية والأمان للاجئين العائدين.
فكرامة الشعب السوري لا تتوقف على شكل الجولاني حليقاً او ملتحياً، يصافح النساء او لا يصافحهن، فهذا تفصيل صغير أمام التمدّدين الاسرائيلي والتركي في سوريا وكأن لون قميص احمد الشرع أهم من احتلال جبل الشيخ؟!.