بلال نصور* – بيروت
تعتبر لعبة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في لبنان، إذ تستقطب جمهورًا واسعًا من الشباب اللبناني، ومع ذلك فإن الدولة غائبة عن تقديم أبسط مقومات اللعبة من ملاعب وبنية تحتية ودعم للأندية والاتحاد المنظم للعبة.
دخل لبنان التصفيات المؤهلة لكأس العالم بأقل التوقعات بسبب ما تمر به البلاد من اضطرابات شعبية وانهيار العملة ووباء كورونا، فأدى ذلك الى غياب اللاعب الأجنبي عن بطولة الدوري مما أفقد البطولة عنصرًا فنيًّا يرفع من مستوى اللعبة، وأثر ذلك على الأندية التى شاركت في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي. إلا أن بارقة أمل تمثلت بتأهل منتخبنا للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم حيث خدمته الظروف بعد انسحاب كوريا الشمالية، وكان على قدر الآمال على عكس كل التوقعات، وقدم أداء فاجأ كل المنافسين في المجموعة، وكان الحصان الأسود، وقاب قوسين أو أدنى للمنافسة على إحدى البطاقتين المباشرتين للتأهل لو خدمه الحظ في مبارتي إيران والإمارات على ملعب صيدا. إلا أن منتخبنا لم يفقد الأمل بالمنافسة على المركز الثالث ويحتاج للفوز على الأقل على الإمارات والعراق وسوريا حتى لو خسر من كوريا الجنوبية وإيران.
أما على صعيد بطولة الدوري فقد تأثرت بالتوقف المستمر بسبب استحقاق المنتخب وأدى ذلك إلى تدني المستوى الفني العام للبطولة، بالإضافة الى غياب اللاعب الأجنبي كما ذكرنا سابقًا.
يتصدر نادي العهد البطولة برصيد ١٦ نقطة يليه شباب الساحل برصيد ١٤ نقطة والنجمة برصيد ١٢ نقطة والبرج رابعًا برصيد ٨ نقاط وحامل اللقب الأنصار خامسًا برصيد ثماني نقاط والأخاء الأهلي عاليه سادسًا برصيد سبع نقاط، وبقي على مرحلة الذهاب خمس جولات قبل الانتقال لسداسية الفوز باللقب.
تقصير الدولة برز عن طريق وزارة الشباب والرياضة بسبب عدم اعتماد ميزانية كافية لدعم اللعبة من قبل مجلس الوزارء. وهنا نطالب بدعم اللعبة لما تعطيه من لمسة أمل وحياة لشريحة كبيرة من الشعب اللبناني، ونطالب بعودة الجماهير عصب اللعبة وفاكهة الملاعب.
بعد تأهل منتخب لبنان الى التصفيات النهائية لكأس العالم وبطولة كأس العرب التي سيشارك فيها منتخبنا الشهر القادم، دخل خزينة الاتحاد مبلغ كبير بالعملة الصعبة قام على إثرها بدعم الأندية في مختلف الدرجات. وهذه خطوة جيدة، وكان بديلًا عن الوزارة في تأمين أهم مقومات ديمومة اللعبة في هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، وعمل على تأهيل ملعب صيدا ليستضيف المباريات على أرضنا، وهذا أيضًا ليس من مهامة، ولكن كان على قدر المسؤولية ليحل مكان الدولة في تقديم أبسط مقومات اللعبة.
*ناقد إعلامي رياضي