أنطوان القزي

من فشل الى فشل ومن هزيمة الى هزيمة، العين اليوم على الضامرين شرّاً للأردن، وكل الذين راكموا الإنهزامات والفشل، يحاولون التعويض في الأردن عمّا أضاعوه عن طريق إقحامه في الحرب الدائرة في غزة. فما يحصل في شوارع الأردن غير طبيعي، تدلّ عليه تحركات ملتبسة وأعمال شغب وتخريب وإشعال نيران وإلقاء حجارة على المركبات العامة.. هؤلاء يريدون إشراك الأردن في حرب القطاع؟!.
ماذا يطلبون من الأردن صاحب أول حملة لإيصال المساعدات الى أهل غزة؟.
ولماذا يطلبون من الأردن بلد ثورات الرغيف المتتالية ما لا يطلبونه من الأشقاء المتخمين؟
ولماذا لم يقرأوا حتى اليوم ما كانت نتائج أيلول الأسود سنة 1970.
وأخيراً، لماذا يحاولون تعويض الخسارة بخسارة أكبر؟.
وبينما يرفع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، سقف المطالبات الموجّهة لمجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع، لإجبار إسرائيل على وقف «جرائم الحرب المرتكبة في غزة، وعلى إلغاء قرارها إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية»، تصاعدت موجة الاحتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية في عمّان، وسط إجراءات أمنيّة لمنع تفاقم الموقف، والتي وصفها أحد السياسيين الأردنيين بأنها احتجاجات غير بريئة.
وأشارت الشرطة إلى أنه خلال الليلة الماضية وما سبقها، شهدت هذه الوقفات «تجاوزات وإساءات ومحاولات للاعتداء على رجال الأمن العام، ووصفهم بأوصاف غير مقبولة على الإطلاق»، فضلاً عن محاولات تخريب واعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، والجلوس في الطرق، ومنع مرور المركبات فيها، وشارك في هذه التجاوزات رجال وسيدات تعمدوا على مدى أيام الاحتكاك مع رجال الأمن العام ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، دعت منصات إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «داخلية وخارجية» للمشاركة في تلك الوقفات الاحتجاجية التي تتصدرها شعارات مؤيدة لـ«حماس» و«كتائب القسام»، وتستعيد تسجيلات لقياداتها التي «تطالب أهل الأردن بالتحرك»، وذلك بخلاف الاحتجاجات التي خرجت في الأيام الأولى من الحرب، وذلك رغم أن الأردن ضاعف جهوده الدبلوماسية الضاغطة تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية. وتتهم مصادر أردنية «قيادات من الحركة الإسلامية في عمّان بالتنسيق مع قيادات حركة (حماس) في الخارج، والهدف إقحام الشارع الأردني في معركة غزة، وتوسيع نطاق توتّر جوار فلسطين المحتلة»، وأضافت المصادر أن ما يحدث يتطلب «مراجعات رسميّة»؛ نظراً لطبيعة وحجم المعلومات المتوافرة عن «اتصالات خارجية ودعوات تدفع الشارع الأردني نحو التصعيد ضد حكومته».
وحذّر مراقبون من أن ما تشهده الأردن هذه الأيام من تصاعد لأعمال الفوضى والعنف يشكّل «مُقدِّمة لمؤامرة يقودها تنظيم الإخوان المسلمين بأهداف إيرانية واضحة لإعادة خلق الفوضى في المنطقة»، مؤكّدين أن الطرفين يستغلّان هذه المرّة قضية الحرب في غزة مدخلاً لتجييش الشارع ضد الملك والجيش والحكومة»؟ ورأى المراقبون أن من يعملون على «تجييش الشارع الأردني اليوم هم ذاتهم من أضرّوا بأمن الأردن واستقراره قبل 54 عاماً مع تغيير الأدوات».
وفي العراق، تعهدت «كتائب حزب الله» في العراق بتجهيز «مقاتلين أردنيين» بأسلحة وقاذفات مضادة للدروع وصواريخ تكتيكية.
والسؤال:» ضد مَن»؟! وهل بخراب الأردن تستقيم «مقتاية» الممانعة.