أنطوان القزي

عدد «التلغراف» اليوم يحمل أرقام الإنتصار، في زمن يسير عكس ما يشتهيه الناس أسترالياً وشرق أوسطياً وعالمياً. ولا شيء يبشر بانفراجات.
لم تولد «التلغراف» وفي فمها ملعقة من ذهب، بل حفر مؤسسوها النجاح بأظافرهم، يجوبون الشوارع ليأتوا بالإعلانات، ويدقون الأبواب ليبيعوا الصحيفة من منزل الى منزل ومن شارع الى شارع سيراً على الأقدام.
رافقت التلغراف حروب الشرق الأوسط وشهدت على عبور خط بارليف في حرب أكتوبر، وكتبت بحبرها كل مقررات القمم والمؤتمرات من أوسلو الى مدريد فشرم الشيخ والعقبة وقبلها كامب دايفيد وواي بلانتايشن.
ورافقت تظاهرات الربيع العربي وحروب العراق وسوريا واليمن واغتيال السادات وصدام حسين وإبعاد زين العابدين وعبدالله صالح ومحمد مرسي وسجن حسني مبارك وانقلابات العسكر في السودان من النميري حتى اليوم.
تظاهرت التلغراف من أجل لبنان منذ سنة 1975 في سدني وكانبرا وملبورن وبرزبن وادلايد وكانت ولا زالت رأس حربة في الدفاع عن سيادة لبنان.
وعندما أرسل جون هاورد الباخرة تامبا الى جزيرة نارو وعلى متنها لاجئون ، كانت التلغراف أول صحيفة عربية في العالم تنشر تقريراً مصوّراً عن هؤلاء اللاجئين وفازت أكثر من مرّة بأفضل تغطية ليوم أستراليا.
كانت التلغراف الصحيفة اللبنانية الأولى في أستراليا ثم أصبحت الصحيفة العربية الأولى وهي اليوم وبتصنيف حكومة الكومنولث الصحيفة الأثنية الأولى.
في زمن الجائحة توقّفت صحف عالمية كبرى عن الصدور وأقفلت مؤسسات إعلامية في العالمين العربي والغربي.. وبقيت التلغراف تصدر.. حتى في زمن الإقفال العام بين سنتي 2020 و2022 لم تغب التلغراف يوماً عن قرائها و لم تتأخر في نقل هواجسهم ورفع شكاواهم ومرافقتهم الى الدوائر الحكومية إذا تطلّب الأمر.

وصدف أن تحمل التلغراف اليوم أرقام الإنتصار7777، وغزة ترزح تحت العدوان والحرب الروسية الأوكرانية مشرّعة على المزيد من الموت والوضع في جنوب الباسيفيك على كف عفريت!..
لكن التلعراف انتصرت بوفاء قرائها لها ووفائها لقرائها، انتصرت بالحقيقة التي ما تخلّت عنها يوماً، وبنصف مليون ناطق باللغة العربية جعلوها صحيفتهم الأولى.
ووصولها الى رقم السبعات الأربع هو خير دليل على انتصار «التلغراف» بكم ومعكم؟!.