أنطوان القزي
هل هو المستشفى الأهلي المعمداني الذي تطايرت حجارته يوم 17 اكتوبر تشرين الأول فوق أكثر من 500 شهيد، أم هي كنيسة القديس بروفيريوس التي حضنت يوم الجمعة في
20 اكتوبر تشرين الأول أكثر من عشرين شهيداً، أم هي مدينة الزهراء التي سوّيت أبراجها بالأرض، أم هو حيّ الرمال الذي كان شريان غزة النابض وتحوّل ركاماً.أم هي مدينة خان يونس المنهكة التي أصبح فيها مليون فم بحاجة الى غذاء بعدما استقبلت 400 نازح من شمال القطاع.
ورغم ذلك، ما زالوا يتردّدون: “نفتح معبر رفح أم لا نفتحه”؟ إلى أن فتحوه ولمرّة واحدة أمس الأول (الصورة)، وكأن الشاحنات المنتظرة وبينها الغذاء والماء باتت بوارج تحمل الصواريخ والراجمات.
أراني عاجزاً عن وصف ما يحصل في زمن يسير بالمقلوب وقد خلع الضمير المزيّف وجهه المستعار؟!.
وأراني لا أحسن السير وسط دروب راكمَ فيها الحقد مشاهد الأشلاء.
ثلاثة رؤساء دول وسبعة وزراء خارجية وأربعة وزراء دفاع، زاروا الشرق الأوسط ليشدّوا على يد نتنياهو وليباركوا له امتلاك أحدث عدّاد للموت وليشهدوا على تهريب الإنسانية من بوابة رفح؟!.
غريبة الأمم المتحدة التي تحوّلت الى سكرتير يدبّج بيانات التحذير والتنديد وإحصاء القتلى.
وغريبون الأشقاء العرب الذين قطعوا صلة الرحم مع فلسطين عن طريق بيانات التنديد والإستنكار.
ونحن في الإنتشار أو الشتات او الإغتراب، نحمل جمر غزّة بين أيدينا، نتظاهر في سدني وملبورن وأدليد وبرزبن وبيرث وبرلين وباريس ومرسيليا حتى أطراف أميركا الجنوبية.. وفي مدن وعواصم عروبتنا تحتاج التظاهرة الى ولادة قيصرية؟ً.
قومٌ لم يجمعهم عدّاد الموت، فكيف سيجمعهم رغَد الحياة؟!.