أنطوان القزي
في الأسبوع الماضي ، أفلتت شياطين العنصرية في كل الإتجاهات: وراح الفرنسيون يدفعون ثمن عنصرية أحد رجال الشرطة، والسويديون يدفعون ثمن عنصرية دولتهم التي جعلت من حرق المصحف مشهداً إعلامياً عن سابق تصوّر وتصميم، والسفارات والقنصليات السويدية في العالم تعيش أياماً مرعبة ليس بسبب غوغائيين بل بسبب أفعال حكومة ستوكهولم التي لا تعترف أصلاً بأي دين؟!.

فباريس تسعى لوأد الحركة الاحتجاجية التي ترافقها أعمال شغب، احتجاجاً على مقتل الشاب نائل البالغ 17 من عمره بالرصاص على يد رجل شرطة، بسبب عدم انصياعه لأوامرها بوقف محرك سيارته والترجل منها.
وشهدت مدينة نانتير الواقعة على مدخل باريس الغربي أعمال شغب واشتباكات وإحراق سيارات وإغلاق طرق، قبل أن تمتد إلى ضواحي العاصمة الأخرى وإلى مدن رئيسية؛ منها ليون وتولوز وليل وديجون.
ويوم الأربعاء، قام رجل عراقي عمره 37 عاما فر من بلاده إلى السويد قبل سنوات، بالإساءة إلى المصحف وإحراق صفحات منه أمام المسجد المركزي في استوكهولم.
هذا المشهدان يذكراننا بما حصل في 25 أيار مايو سنة 2020 حين توفي المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، 48 عاما، بعد أن جثا الشرطي ديريك شوفين على رقبته لمدة تسع دقائق.
وأثار الحادث، احتجاجات في المدن الأميركية وفي شتى أنحاء العالم ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
وأدين شوفين، 45 عاما، بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية وتهم أخرى الشهر الماضي. ووصف محاميه حادثة القتل أثناء محاكمته بأنه «خطأ تم عن حسن نية».
هذه المشاهد للأسف لن تتوقّف، ما دام هناك ابيض واسود، أميركي وافريقي، وفرنسي وجزائري أومسيحي ومسلم وهندوسي وسيخ وبوذي، ويكفي أن يكون هناك شخص «مشعوط» في أي مجتمع يشعل قشة الكبريت ليحرق المدن وجنى الأعمار ويقضي على وئام المجتمعات؟!.
أنها عنصريات ثلاث: عنصرية قومية، وعنصرية دينية وعنصرية عُرقية وما دامت الإختلافات في الألوان والأديان موجودة، فإن فتيل العنصرية جاهز للإشتعال.. وللأسف.