أنطوان القزي
إنكشفت المؤامرة الدولية لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، وما ظهر بشكل فاضح وعلني في مؤتمر بروكسل منذ ايام، وتصريحات المفوض الاوروبي جوزيب بوريل الذي ربط فيها المساعدات وعودة النازحين بدمجهم مع المجتمع اللبناني، اي بصريح العبارة منعهم من العودة وتوطينهم على مراحل، الاولى شرعنة وجودهم كلاجئين ومن ثم ابقاؤهم بحكم الامر الواقع. وكأن المطلوب ربط الوجود السوري بالوجود الفلسطيني، مع وجود اختلاف جوهري وهي ان فلسطين محتلة، ولكن سوريا محررة والدولة والجيش يسيطران على 90 في المئة من الارض السورية، وهناك مسافة زمنية ليست بعيدة قبل ان تعود كل سوريا لسيادة الدولة السورية.
لماذا لا يتعامل بوريل مع الدول الأوروبية التابعة لصلاحيته بالمثل، ولماذا يرضى بإبقاء اللاجئين على متى السفن في بريطانيا أو ارسالهم الى رواندا، ولماذا لا يعلق على ايطاليا التي تمنع قوارب اللاجئين من الإقتراب من شواطئها، لماذا غضّ النظر عن اقتلاع مخيماتهم قرب باريس، ثم ماذا عن الدانمارك التي ترحّل لاجئين سوريين بحجة ان الوضع في بلادهم بات آمناً ومثلها تفعل السويد.
وهل تعتقد المفوضية الأوروبية أن حرمان السوريين من العودة الى وطنهم هو خدمة لهم، أم هو سلب وطنهم منهم بحجة شعارات إنسانية وبضعة دولارات شهرية.
لا شيء في ممارسات الأمم المتحدة في لبنان وكذلك في مفوضية اللاجئين يوحي بأنهما تعملان من وحي شرعة حقوق الإنسان؟.
لماذا التركيز الملتبس على لبنان؟!..فهذا الأسبوع مثلاً، أعلنت السلطات الليبية أنّها رحّلت إلى نيجيريا، بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة، 165 مهاجراً نيجيرياً، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وذلك في إطار برنامج للعودة الطوعية تنفّذه المنظمة الدولية.
ووُضعت هؤلاء النسوة مع أطفالهن في غرفة بمقرّ جهاز مكافحة الهجرة في طرابلس تحت حراسة شرطيات راقبن توزيع وجبات الطعام والمشروبات ومستلزمات السفر عليهنّ من قبل موظفي المنظمة الدولية للهجرة.
لاحظوا كلمة «تطوعية» ..إنه إمعان في الإستخفاف بعقول البشر!.