شهدت أستراليا خطوة كبيرة إلى الأمام في انتقالها نحو مستقبل الطاقة النظيفة مع بدء أعمال التشييد الرئيسية في مشروع “هيوم لينك” (HumeLink)، الذي يعد أحد أهم مشاريع البنية التحتية لنقل الكهرباء في البلاد.

سيؤدي إنجاز هذا المشروع إلى تعزيز شبكة الكهرباء الجنوبية لولاية نيو ساوث ويلز (NSW)، مما يتيح دمج المزيد من الطاقة المتجددة في السوق الوطنية للكهرباء (NEM). وهذا بدوره سيدعم تحول أستراليا نحو طاقة أنظف وأكثر توفيرًا، ويساعد في تحقيق أهداف الحكومة الأسترالية المعلنة مؤخرًا بشأن خفض الانبعاثات.

عمود فقري لشبكة الكهرباء الوطنية

سيعمل “هيوم لينك” كعمود فقري حيوي لشبكة الكهرباء الوطنية، حيث سيتصل في مدينة واغا واغا (Wagga Wagga) بمشروع “إنرجي كونيكت” (EnergyConnect)، ليشكلا معًا “الطريق السريع للطاقة” (energy superhighway). هذا الطريق ضروري لجلب الطاقة المتجددة الأرخص والأكثر نظافة من محطات الطاقة الشمسية والرياح في جنوب غرب نيو ساوث ويلز.

كما سيطلق المشروع كامل طاقة مشروع “سنوي 2.0” (Snowy 2.0)، والذي سيضيف 2,200 ميغاواط من الطاقة تحت الطلب إلى الشبكة، وهي كمية كافية لتزويد ما يصل إلى ثلاثة ملايين منزل بالكهرباء لمدة أسبوع.

فوائد اقتصادية وبيئية

صرح بريت ريدمان (Brett Redman)، الرئيس التنفيذي لمجموعة ترانسغريد (Transgrid)، بأن خط النقل الذي يبلغ طوله 365 كيلومترًا من المتوقع أن يحقق فوائد صافية للاقتصاد الأسترالي تتجاوز مليار دولار، ويوفر للمستهلكين في نيو ساوث ويلز وصولاً أفضل إلى كهرباء أنظف وأقل تكلفة.

ووصف ريدمان هذه اللحظة بأنها “محورية” في انتقال البلاد للطاقة، مؤكدًا أن “هيوم لينك” هو مشروع يحدث مرة واحدة في الجيل وسيساعد في تحقيق انتقال أستراليا للطاقة النظيفة. وأشار إلى أن هذا المشروع، الذي يحظى بدعم الحكومة الأسترالية ضمن برنامج “إعادة توصيل الأمة” (Rewiring the Nation)، يعد أساسيًا لمساعدة الحكومة في تحقيق هدفها المناخي الجديد لعام 2035، والذي يسعى لخفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 62% و 70% مقارنة بمستويات عام 2005.

تأثير محلي وشراكة مجتمعية

حققت “ترانسغريد” اتفاقيات وصول وتسهيلات لاستخدام الأراضي، سواء قائمة أو متفق عليها من حيث المبدأ، مع 98.9% من ملاك الأراضي الخاصة المتأثرين بمشروع “هيوم لينك”.

وأعرب المزارع كين إيكين (Ken Ikin) من بانستر، الذي سيمر المشروع عبر جزء من ممتلكاته، عن دعمه للمشروع، قائلاً: “إنها خطوة نحو مستقبل أحفادنا وأطفالنا… هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يجب القلق بشأنها أكثر من هذا الأمر”، مشيرًا إلى أن الخط الجديد لن يتعارض مع عمله.

يُعد المشروع مكسبًا كبيرًا للمناطق الريفية في نيو ساوث ويلز، حيث من المتوقع أن يخلق 1,600 وظيفة في البناء، ويوفر 6.3 مليار دولار كاستثمار مباشر وغير مباشر في الاقتصاد الإقليمي.

يتم تنفيذ مشروع “هيوم لينك” على مرحلتين: “هيوم لينك إيست” (HumeLink East) و “هيوم لينك ويست” (HumeLink West). وتتولى شركة أكسيونا (ACCIONA) وشركة جينوس بلس جروب (GenusPlus Group) المشتركة مسؤولية تصميم وبناء “هيوم لينك إيست”. وعبر كاريل ناجل (Carel Nagel)، مدير المشروع لـ “هيوم لينك إيست”، عن فخره بأن يكون فريقه جزءًا من هذا المشروع التاريخي لمستقبل الطاقة في أستراليا.