أنطوان القزي

ظاهرتان حصلتا في أستراليا في الأيام الأخيرة: الظاهرة الأولى فوز رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز بفارق كبير رغم الإنتفادات والتظاهرات الصاخبة التي عمّت ملبورن وتحطيم الرموز والمعالم الوطنية في فترة الجائحة ، ورغم غضب الناس من التفلّت الأمني وتهديدهم في إحدى الفترات بممارسة الأمن الذاتي بعدما عاثت العصابات في المدينة وحرمت الناس من السهر وارتياد المطاعم. ورغم تقاذف الإتهامات في بداية عهد الكوفيد والتنصل من المسؤوليات حول تفشي الوباء في التجمّع السكني الذي انطلق منه الكوفيد..

ففي السنتين الأخيرتين كادت أخبار وسائل الإعلام تقتصر على أخبار التقصير من حكومة أندروز وهو أقال في فترة الجائحة وزيرة الصحة جيني ميكاكوس ومدير القطارات وعدد كبير من المسؤولين، وتوقّع الناس خسارة مدوّية لأندروز، ورغم ذلك رأيناه السبت ما قبل الماضي يقلب الطاولة على أحرار فيكتوريا وعلى الذين توقّعوا خسارته.. والسؤال: هل تغيّر مزاج الأستراليين في نمط محاسبة المسؤولين؟!.

طبعاً لا، لأن الظاهرة الثانية هي عكس الأولى، إذ لأول مرة في تاريخ أستراليا تصدر مذكرة لوم في البرلمان الأسترالي بحق رئيسٍ للوزراء، حيث أصبح سكوت موريسون أول رئيس للوزراء في أستراليا تصدر ضده مذكرة لوم بسبب ما قام به خلال جائحة كوفيد حين عيّن نفسه كوزير لخمس وزارات بشكل سري ولم يخبر الوزراء المعنيين أو البرلمان بذلك.

و بأغلبية 86 صوتا مقابل خمسين وافق البرلمان الفدرالي على اقتراح تقدم به رئيس الوزراء انطوني البانيزي لإصدار مذكرة لوم بحق رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون.

ورغم أن الأخطاء متشابهة بين سكوت ودانيال ورغم ان الأستراليين أنفسهم انتخبوا الإثنين، إلا أن النتائج جاءت متغايرة تمامأً، فهل أصبح الفيكتوريون متسامحين الى هذا الحدّ، وهل يحق لهم أن يشكوا أو يتذمّروا بعد اليوم؟!.