للذين يقرأون عن السلالات المتحوّرة للكورونا : من البريطانية الى البرازيلية فالإفريقية وصولاً الى الهندية التي يعاني منها اليوم معظم شعوب العالم. فقد سبقتها السلسلة الأميركية المتحوّرة في الإنقلابات على الحلفاء. وبين المتحوّر المتحوّر الإيراني  والمتحوّو الأفعاني ( اليوم) تجاوزت سلسلة المتحوّرات الأميركية الخمسة عشر متحوّراً؟!.

ويبرز في هذا الإطار شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذي حول بلاده منذ توليه الحكم عام 1949 إلى تابع للولايات المتحدة، ووظف كل إمكانيات إيران ومواردها في خدمة سياسة واشنطن وأهدافها الإقليمية والدولية قبل أن تتركه يواجه بمفرده مصير السقوط المحتوم..

وسدت الولايات المتحدة أبوابها في وجه حليفها السابق الذي لم يجد مكانا يعالج فيه من داء السرطان إلا في بنما، قبل أن يستضيفه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في القاهرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة طريدا وحيدا.

ماركوس ونوريغا والنميري

ولم يختلف تصرف واشنطن مع الشاه عما فعلته مع الرئيس الفلبيني المخلوع فرديناند ماركوس الذي ساهمت في وصوله إلى السلطة عام 1965، وسعى ماركوس طوال سنوات حكمه لرد جميل واشنطن فجعل بلاده وكيلا لها بجنوب شرق آسيا وملأ الأراضي الفلبينية بالقواعد الأميركية.

ولم يشفع كل ذلك لماركوس عندما ثار الشعب ضده عام 1986 بقيادة كورازون أكينو، ليرضخ في النهاية لطلب السفير الأميركي في مانيلا آنذاك ستيفن بوزورث بمغادرة البلاد، وهرب مع زوجته إيميلدا إلى هايتي حيث مات هناك.

وفي عام 1986 رفضت الولايات المتحدة استقبال الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري على أراضيها ليكون لاجئا  سياسيا بعد ثورة السودانيين عليه، وتناسى الأميركيون ما أسداه لهم النميري من خدمات لا سيما دفنه المزعوم لنفاياتهم النووية في بلاده, ومساعدته في ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى فلسطين المحتلة.

وتكرر نفس السيناريو الأميركي مع الرئيس البنمي الأسبق مانويل نوريغا -الذي يمضي الآن عقوبة السجن 19 عاما في السجون الفرنسية، بعد قضائه سنوات بالسجون الأميركية بتهمة اغتيال معارضين سياسيين- الذي حرضته الولايات المتحدة عام 1983 على القيام بانقلاب تخلص فيه من الرئيس عمر توريخوس الذي أنهى النفوذ الأميركي في بنما وأمم قناتها.

 مشرف وبن علي

وفي عام 2008 ترك الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أحد أبرز حلفائه وهو الرئيس الباكستاني برويز مشرف يسقط تحت وقع غليان الشارع الباكستاني, ليغادر مشرف السلطة دون أن يتحرك للأميركيين جفن .

ولم تمض سوى فترة قصيرة على رحيل مشرف حتى تخلت أميركا عن صنو له هو الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي صاحب السجل الحافل في خدمتها داخل وخارج بلاده.

وبين شاه إيران وبن علي تونس تخلى الأميركيون عن حكام حلفاء آخرين مغضوب عليهم شعبيا، من أبرزهم التشيلي أوغستو بنوشيه والكونغولي موبوتو سيسي سيكو والجورجي إدوارد شيفارنادزه والقيرغيزي عسكر أكاييف.

مناسبة هذا الكلام هو لأني شاهدت على التلفاز مساء الأحد الرئيس الأفعاني أشرف غني يتحدّث بغصّة في البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس جو بايدن وهو يعلن عن ترتيبات مغادرة الجيش الأميركي أفغانستان ليتمّ تسليم الحكم مجدداً لحركة طالبان.

معلوم أن أميركا خسرت من جنودها أكثر من ألفي قتيل وعشرين ألف جريح في بلد سيعاود الإقامة في ظل من احتضنوا “القاعدة” ومخططي هجمات نيويورك وواشنطن؟!.

فأية سلالة أسوأ برأيكم؟!.