هذه المرّة تعطّلت لغة الكلام ليس بين أحمد شوقي ومحمد عبد الوهاب وفيروز، بل بين أهل السلطة في لبنان أنفسهم.
فهل يجوز أن نشهد هذا السجال الطائفي المخيف بين التيار الوطني وحركة أمل، والناس في طوابير الانتظار أمام محطات البنزين والأفران ، لمن يقول الرئيس عون أن الفساد الإداري والمالي والسياسي يستشري في البلاد، ولمن يتوجه الرئيس بري حين يقول أن حركة أمل لم تكن يوماً شريكة في تقاسم الجبنة على مائدة المغانم، ولمن يريد الرئيس الحريري إسماع صوته حين يقول أن شبح السرقة والمحاصصة أغرق البلد على حساب اللبنانيين. وماذا يعني الرئيس حسان دياب حين يخبرنا عن مؤامرة لإبقاء البلد منهاراً.
وماذا يفسّر لنا الوزير السابق جبران باسيل حيت يقول ان لا علاقة له بموضوع الطاقة في البلد. ولماذا عاتب السيد حسن نصرالله في أحد خطاباته قائد الجيش لتهاونه في قمع المتظاهرين .. ليعود اليوم ويعترف بالوضع المذري للبنانيين.
كلّهم يمتطون الجصان الأبيض عند الصباح ليعودوا ويركبوا حماراً أسود عند المساء، لا تعرفهم اذا كانوا من أهل الحكم أم من المعارضة.
أمكنتهم وطريقة عيشهم تدل على أنهم أهل سلطة بامتياز، أما تصريحاتهم فيا حرام ، لا تنقصهم إلا الشحادة؟!.
حكاية سياسيي لبنان مثل حكاية الرجل الكاميروني الذي قرأت عنه أمس الأول في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية ما يلي:
“أُلقي القبض في (طرابلس لبنان) على رجل من الكاميرون يقوم بالذهاب في كل مرّة إلى مسجد في منطقة مختلفة، وفي كل مرّة يقول للحاضرين إنه مسيحي يريد الدخول في الإسلام، وتُقام له حفلة، وسط التكبيرات والتهليلات، في سعادة وفرح، وتنهال عليه المساعدات والتبرعات.
وفي نفس الوقت يذهب بين الحين والآخر إلى الكنائس، ويقول للخوارنة إنه مسلم ويريد أن يتنصّر، فيرحبون به ويمدونه بالمساعدات أيضاً، هذا طبعاً قبل (الجائحة الاقتصادية) التي تعصف بلبنان، مطبقاً مقولة: (من كانت له حيلة فليحتل)، ولكنها حيلة وأي حيلة؟!”
إنتهى
كلّهم يشبهون الرجل الكاميروني .. ويحكموننا؟؟!.