بقلم سميرة عباس التميمي
لو فكرنا بالجمال الذي تفيضُ به الكرة الأرضية, ولو منحنا لأنفسنا وقتاً كافياً لإستيعاب تفاصيله, لأثمر مجهود هذا التركيز والإستيعاب فيضا من الإبداعات كالرسم, الغناء, الشعر, الموسيقى, التصوير, النحت إلى مالانهاية للتعبير عنه.
وما جمال نفرتيتي الأبدي الخالد, بسمرته الرائعة والذي خُلد بالنحت مثال لما قلته, فكل جزء من وجهها ينطق بالجمال وكمال التكوين وأكثر ما يدهشني ويُحيرني فيه, جمالُ عينيها, ومن شدة إعجابي بجمالها, اضعُ دوماً في يدي خاتماً من الذهب يحمل صورتها. أما هيلين التي من أجلها قامت حرب طروادة, أعتقد إنني من بين القلائل الذين شاهدوا صورتها الحقيقيةمرسومة, ومن شدة جمال قدها, بدت كتحفة فنية نادرة دقيقة النحت.ولايفوتني ذكر سارة زوج النبي إبراهيم التي تُعتبر أجمل نساء الأرضوالتي خلدها التاريخ والله في كتبه السماوية.
من الوسائل الممتعة لإبراز جمال وأنوثة المرأة هو عرض الأزياء والذي اعتبره فنا من الفنون الراقية, حيث تتمايل عارضات الأزياء برشاقة على منصة العرض, لتقديم أحدث ما توصلت إليه دور الأزياء العالمية من موديلات مبتكرة.
لأول مرة شاهدت عرض أزياء من شاشة التليفزيون العراقي وفي برنامج ( عشر دقائق), إستغربت وقتها مشية عارضات الأزياء, لأني كنت طفلة, ولكني أُعجبتُ كثيراً بالملابس المعروضة.
منذ أكثر من عشر سنوات وفي حديث ودي مع بعض معارفي, طرحت فكرة, ضرورة عرض الأزياء من قبل عارضات, ليس من المهم أن يتمتعن بالطول الفارع ولا تلك النحافة المبالغ فيها, ولا تلك المقاسات المثالية حسب وجهة نظر مصممي الأزياء, لأنه اولاً واخيراً فان الهدف من عرض الأزياء هو إطلاع المرأة على أحدث الموديلات وإختيار مايناسبها.
إذن إختيار مايُناسبها سيتم بطريقة افضل لو تم عرض هذا الزي من قبل عارضة تكون اقرب إلى مقاسات المرأة العادية منه إلى المقاسات المتعارف عليها في عالم الموضة. حيث تظل المرأة تتحسر على عدم إمتلاكها إلى مثل مقاسات عارضات الأزياء, وقد سمعت تصريحات مشابهة لذلك من زبونات , زُرن الخياطة التي كنا نتعامل معها, هذا أولاً ,وثانياً, فان المرأة ستبقى مشوشة بعض الشيء عن صورة هذا الفستان وكيف سيبدو عليها, لو إرتدته هي وليست مثل عارضة الأزياء الطويلة بالمقاسات المثالية.
فعموم النساء لسن نحيفات وبالذات في العالم العربي, وحتى في الدول الأخرى, نجد البدينات وهنالك عنصر مهم هو الطول , فليست جميع النساء طويلات, معظم نساء الدول العربية متوسطات الطول, كما ونجد قصيرات القامة بينهن . هذه الفكرة طرحتها قبل أكثر من عشر سنين على أشهر دار للأزياء في بلغاريا وكالمعتاد لم يجيبوني بشيء !!
كل فتاة وإمرأة بغض النظر عن عمرها, تُحب ان تهتم بنفسها وأناقتها لأن الأناقة جزء كبير من هوية المرأة, وهي تُعزز من ثقتها بنفسها إلى حدٍ كبير. والمرأة العصرية الذكية, تختار مايُناسبها من ملابس وفقاً لطول قامتها وتقاسيم جسدها, ولون البشرة وهنالك تفاصيل أخرى, تدخل كالمناسبة ووقتها وغيرها .
للعراق دار أزياء, كانت في يومٍ من الأيام, علامة متميزة في عالم الأزياء, حيث أُنشات في بداية السبعينات, وقدمت أزياءها على مر السنين والتي كانت مستوحاة من حضارات العراق القديمة والمتمثلة بالحضارة السومرية, البابلية والآشورية وقد نالت عروضها وعارضات الأزياء فيها, إعجاب دول العالم. وأود ان اذكر عارضة الأزياء (عالية ) المسيحية الأصل, ذات الجمال الباهروالقد الرشيق الطويل, فقد كانت هي وزميلاتها يقدمن عروض الأزياء على إيقاعات موسيقى حضارات العراق القديمة. للأسف لانعرف أخبارها وأين هي الآن, عساها أن تكون بألف خير.
كانت هذه الدار تشارك سنوياً في مهرجان بابل الدولي للثقافة والفنون, كما ولها مشاركات خارج العراق. ولكنها كباقي المؤسسات العراقية, تأثرت سلباً بأحداث 2003 وماأعقبتها من أوضاع سيئة, حيث تراجع عملها كثيراً, بل وتوقف.
العراق زاخر بالتنويع الحضاري والفلكلوري بفضل التنوع في الأعراق والطوائف, وهذا بإمكانه أن ينعكس على الأزياء إيجابياً, بما يخدم ذوق المرأة, فعدا الأزياء التي تمثل حضارات العراق القديمة, هنالك الأزياء الكردية في المنطقة الشمالية من العراق والمعروفة بألوانها الزاهية وتصاميمها الجميلة والتي تختلف من منطقة لأخرى. أيضاً الأزياء الشعبية الفلكلورية للطائفة المسيحية, تختلف حسب كل طائفة, لقد شاهدت بعضا من هذه الأزياء, ما أروعها مع هذه الأغطية الجميلة والغريبة أيضاً على الرأس,تعطي جاذبية للمرأة وتُضيف أناقة للزي . المنطقة الجنوبية للعراق تتباهىهي الأخرى بزي متميز جداً, كلنا نحب إرتداءه وهوالهاشمي, الذي يمتازبروعة وتنوع نقوشه وألوانه .
أفرحني خبر قرأته عن عودة نشاط دار الأزياء العراقية, إحتفالاً بيوم النصر على داعش من العام الماضي, وأتمنى أن لاتقتصرعروض أزياء الدار على عرض أزياء حضارات العراق القديمة فقط, بل الإستفادة من أزياء مناطق العراق وطوائفه المتعددة.
قبل إسبوع تقريباً, شاهدت صورا لشباب ولعارضات أزياء من أهل البلدفي محافظة الديوانية, لم يكُنّ بالمقاسات المتعارف عليها لعارضة الأزياء,وظهرن بملابس عصرية والشباب معهن بأزياء مختلفة.
أسفتُ على التعليقات الساخرة واللاذعة من قبل بعض المتابعين, بما أن عرض الأزياء أُقيم في محافظة الديوانية, وهي من المحافظات الجنوبية للعراق ومن المتعارف عن هذه المحافظات من إنها محافظة جداً. فإقامة عرض الأزياء فيها أعتبره خطوة إيجابية وإنجازا كبيرا من قبل الشباب العراقي, للإنفتاح وإستثمار الطاقة الشبابية بعملٍ مفيد وممتع, ففي هذه السن يحب الشباب الظهور ويحلمون بالشهرة فلم لا تعطي لهم فرصة التعبير عن أنفسهم. عندي ملاحظتان على العرض الذي شاهدتُ بعض صوره, ان إحدى العارضات وكانت بدينة, لبست فستانا ضيقا , ملتصقا على جسدها وفي إعتقادي الفساتين الضيقة لاتناسب المرأة البدينة , بل يجب ان يكون هنالك إتساع حتى تشعر بالراحة عند إرتدائه, ويكون على جسدها اكثر جمالاً, كما كانت إحدى الفتيات بتسريحة مشابهة لتسريحة علي بابا في كارتون السندباد, والتي ليس لها علاقة بالزي الذي كانت ترتديه. كلما قيمت الفتاة أنوثتها ونعومتها, كلما إزداد جمالها.
أذكر وأنا طالبة في المرحلة الثانية من الكلية, سرى خبر بين صفوف الطلبة, أن فتاة من الكلية ستختارها إحدى المجلات العراقية المعروفة لتكون فتاة غلافها مع لقاء معها. كنت أتمنى في سري أن أكون هذه الفتاة, وحياءاً لمجرد إنني فكرت بالأمر, هنأتُ نفسي من إنني لم اصرح به علناً. طبعاً لم أكن أنا الفتاة المنتخبة, بل فتاة أخرى, كان والدها عسكريا برتية كبيرة.
معظمنا يعلم إنه خلال الحكم غير العادل لبلدٍ ما, يلجأ النظام لقطع بث التلفزيون فجأءةً وعرض بعض المشاهد غير المفهومة, مثلاً في إحدى المرات شاهدتُ وجه فتاة شابة, وجهها معروف لدي, وقد صوروا وجهها كعروس رائعة الجمال وفجأءة نما قرنان أسودان على رأسها !!
أكتب هاتين الحادثتين, حادثة الكلية وماشاهدته من على شاشة التلفزيون العراقي, وأربطهما بعرض الأزياء في محافظة الديوانية وماقرأت من تعليقات ساخرة لهذا العرض, واقول لاداعي لتلك الأساليب المؤذية في إهانة البشر,فنحن, لانريد تكرار أساليب النظام السابق, دعوا الناس بمختلف اعمارهم والشباب بالتعبير عن أنفسهم ولندعهم يفرحون بالحياة و يمارسون الهوايات التي يفضلونها, فعرض الأزياء هو نوع من أنواع الهوايات, الممتعة والمفيدة لأنها تقدم أفكارا جاهزة للمرأة والرجل عن الموديلات وبالتالي يتمكنون من إختيار مايُناسبهم. وأقترح عرض الأزياء من قبل عارضات وعارضي أزياء بعمر أكبر من العمر الشبابي, وهذا أيضاً أعتبره مقنعا ويُفيد المشاهد.
فكم سيكون جميلا ومفيدا بناء مصانع لخياطة الألبسة, حيث ستساهم إلى حدٍ كبير بتوظيف العديد من العاطلين عن العمل وتوفير ملابس أحدث الموديلات, هذا إذا أحسنوا خياطتها.
إذن يوجد عنصران مهمان لأناقة المرأة وهي العصرية وحُسن الإختيار.
طالما نحن في صدد الكلام عن الجمال, أود ان أكتب عن حدث مهم حصل في العراق منذ سنتين وهو مسابقة إختيار ملكة جمال العراق, هذه المسابقات العالمية, كنا نشاهد مقتطفات منها من شاشة التلفزيون العراقي, ونسارع بعدها لشراء مجلة ( الوطن العربي ) لمعرفة تفاصيلها والفائزة بتاج الجمال. فيما سبق كنا نقرأ عن حياة الفائزة, دراستها وعملها, وأهم شيء كانت مقاسات ملكة الجمال ( الطول, محيط الصدروالخصر والأرداف)تُكتب, لحد هذه اللحظة مقاسات جورجينا رزق عالقة في بالي والتي أعتبرتها لجنة التحكيم بالمثالية وهي (الطول 1,73-89-61 -89) فهل من لاتتمتع بهذه المقاسات تعتبر غير جميلة ؟!
مرة اخرى اقول, بأن ليس كل النساء يتمتعن, بالطول الفارع, فالعربيات, يغلب عليهن الطول المتوسط, ممكن أن نجد الطويلات, ولكن هنالك عنصر مهم وهو التناسق . في رأي الطول الفارع ليس بمقياس على جمال المرأة, قد يكون طول المراة متوسطا 1,65 أو اقل ونجدها تتمتع بجسم متناسق جداً, ووجه رائع التقاسيم, فما المانع من أن تُشارك في مسابقة ملكة الجمال؟ إذا اضفنا إلى هذا الثقافة وإجادتها للغات وسرعة البديهية .فهل ستتغير شروط الإشتراك بمسابقة ملكة جمال العالم والكون في المستقبل القريب أم ستبقى كما هي ؟ في بعض الدول الأوروبية يقيمون مسابقة ملكة الجمال لمتوسطات الطول. ولكني شخصياً لاأحبذ هذا التقسيم لأن الجمال شيء نسبي وكما نجد من يُفضل الجمال الأشقر على الأسمر أو العكس, نرى من يُفضل الطول المتوسط على الفارع أو العكس, والتركيز على الطول الفارع قد يولد الأحساس بالنقص عند بقية الفتيات أو غبن حق المشاركة بالطول المتوسط ممن لديها الثقة بالنفس وتتمتع بمقومات الجمال بالإشتراكفي مثل هذه المسابقة العالمية. وشخصياً لاأعتبر الطول الفارع مقياس على جمال المرأة.
منذ 2015 والعراق يخوض مضمار الجمال بإقامة مسابقة ملكة جمال العراقوأتمنى أن نرى مشاركة أكبر وأوسع من فتيات العراق بهذه المسابقة, فبوجود أكبر عدد من المشاركات, ستُحسن لجنة التحكيم الإختيار, وممكن الدعاية عن المسابقة عن طريق إدارة الكليات والمدارس في مراحلها المنتهيةوالتلفزيون. قبل سنة أو أقل من إقامتها, طرحت فكرة إقامة هذه المسابقة على السيد عقيل المندلاوي الذي كان مسؤولا في دائرة العلاقات العامة والثقافية التابعة لوزارة الثقافة, وبالذات في هذه الظروف الصعبة في العراق لأن الناس بحاجة لأن تفرح, ولكنني للأسف لم اتلق أي اجابة منه, وكنت على إستعداد أن اشارك فيها لأنني أبدو اصغر من عمري الحقيقي بكثير.
رجوعاً للمسابقة, بدون أي تجريح, اقول لو إعتمدنا على الذوق العراقي في تقييم الجمال لقلنا أن الفائزة باللقب وقتها, فعلاً تستحقه, حيث إنهم يفضلون المرأة البيضاء, الشقراء ذات العينين الخضراوين أو الزرقاوين وجسمها مستدير, أي لايحبون النحيفة, لكنهم ينسون في نفس الوقت أن الملكة المُنتخبة ستتبارى مع قريناتها من دول العالم الأخرى على اللقب العالمي, فهل نعتمد على معايير الجمال الخاصة أم العامة ؟!! ولو أحسنوا إختيار ملكة جمال العراق, لجنبوا الأخريات الكلام الجارح والساخر في الصُحف . فالثقة بالنفس شيء مطلوب ولكن الواقع شيء آخر ايضاً .
وأجد من الضروري ان أ ذكر أن كل الأغاني العراقية تتغزل وتتغنى بالسمراء وعلى السنة الثانية على التوالي ينتخبون شقراء وليس سمراء وحتى الفتاة, التي تم سحب اللقب منها كانت شقراء!! مع أن عامة نساء وبنات العراق سمراوات أو حنطاويات.
أما المشاركة الأخيرة والتي مثلت العراق دولياً في لاس فيغاس, فأقول الثقة بالنفس لا تعني الصراخ أمام المايكروفون, يبدو أن عملها في القوات الأميريكية ساهم في إنتخابها وتفضيلها على الأخريات بالرغم من وجود من هن أجمل منها, والمتعارف عليه, عندما يتم سحب لقب الملكة لسبب ما, فإنهيُمنح للوصيفة الأولى, فكيف مُنح لسارة عيدان وهي ليست الوصيفة الأولى, بل تم إختيارها لسنة 2016 ومثلت العراق عام 2017 !والمعروف ان الملكة المنتخبة لسنة ما يجب أن تُمثل بلدها في المسابقة الدولية لنفس السنة. ولماذا لم يُذكر مقاساتها الكاملة؟ . أما بالنسبة لرسالة السلام التي وجهتها للعالم فهي لطيفة جداً, ولكن فاتها أن تذكر من أوحى لها بالفكرة ؟
عندما أرجع قبل اكثر من سنة, حين كتبت مقالتي ( سارة إبنة اور, سارة إبنة العراق), وسعيتُ بنشرها في صحيفة العرب التي تصدر في لندن, قام رئيس تحرير الجريدة السيد اكرم النعيمي بتغير مقالتي جذرياً ونشرها بعد التغيير مما أحزنني جداً. والآن عندما أرجع للحادثة, هل زعل السيد اكرم النعيمي من أن كاتبة المقالة, هي بنت عراقية من اصل أوروبي- عراقي وليست من أبوين عراقيين وبالولادة, كما كان النظام السابق يحلو له ان يقسم الشعب على هذا الأساس!!
أجد ان هذا الإسلوب والتفضيل مازال متبعا في الأوساط العراقية .ففي إحدى زياراتي لوزارة الثقافة والإعلام في بغداد , إلتقيت بالشاعر سلمان داود محمد بشأن قصائدي وقد تحدثنا بأمورٍ شتى حتى وصلنا إلى دار الأزياء العراقية, وجاء ذكر عارضة الأزياء المعروفة وقتها ( عالية) والتيذكرتها في بداية مقالتي, وتحسرتُ أمامه لعدم قبول شقيقتي كعارضة أزياء في هذه الدار خلال الثمانيات, رغم رشاقتها وطولها وحُسنِ وجهها, فأجابني أن المسألة تكمن في الخطوات, إذا كانت خطوات المتقدمة واسعة فلن تنال إستحسانهم, فأجبته مسرعة, أن شقيقتي بارعة الجمال وطويلة , سمراء وكل شيء فيها متناسق وإن كانت المسألة تكمن في طريقة السير, فهنالك مدربون مسؤولون عن تدريب عارضات الأزياء على السير بصورة صحيحة, واستطردتُ قائلة « ألا يحب العراقيون ان يتمتعوا بالجمال, أن ينظروا إلى البنت السمراء والشقراء والخمرية وغيرها بإعجاب , فكل هذا التنوع في الجمال يسرُ الروح ويُفرح الإنسان, دعوا الناس تفرح . ثم أضفت قائلة:»حتى (عالية) عارضة الأزياء المعروفة وقتها لم تصبح عارضة أزياء عالمية, فلممُنعت العديد من البنات ممن لديهن المؤهلات بأن يصحبن عارضات ازياء!!
أذكر هذه الحادثة لأن المشاركة في لاس فيغاس, إقتبست أفكارا وعبارت, كنت قد قلتها للسيد عقيل المندلاوي والاستاذ سلمان داود محمد, بالذات عن فكرة إقامة مسابقة ملكة جمال العراق, رغم ظروف العراق الصعبة فأن الناس بحاجة أن تفرح.
أتدرون كيف إنتهى لقائي بهذا الشخص الذي قابلته اساساً بهدف نشر قصائدي في إحدى المجلات العراقية الأدبية المعروفة, بأن وضع علامة الخطأ باللون الأحمر على قصيدتي أيلول !
فإن إستمر إستغلال المتميزين والإنتفاع من افكارهم والتقليل من شأنهم في نفس الوقت, كما هو دارج في العراق, ونسب هذه الأفكار إلى إنفسهم أوإلىاشخاص آخرين, فأن العراق لن يخطو خطوة واحدة للإمام .فمن غير المقبول أدبياً أن يُقدم الإنسان عصارة حبه للبلد والمتمثلة بفكرة أو قصيدة كتبها أو أي إنجاز آخر والآخرون يقطفون الثمار على الجاهز. كنت في دائرة العلاقات العامة والثقافية في فترة كانت بغداد تستعد لحمل لقب عاصمة الثقافة العربية, ولم يكلف أحد نفسه بدعوتي لحضور فعاليات هذا المهرجانولو لمرة واحدة, كنت في هذه الدائرة بهدف طيب وهو التعيين بحسب توصية أحد الأشخاص, وآخر شيء توقعته إنه بدل التعيين قاموا بتصويري بالكاميرات, على مايبدو حتى أظهر على شاشة التلفزيون العراقي, والله وحده يعلم بأي صورة صوروني وقتها وماهي التعليقات المرافقة لصورتي ؟! لأنني لم أكن املك حينها تلفزيون, بسبب سرقة شقتي من قبل إبن عمي وإبن الجيران. على مايبدو التعيين كان حجة .
على السياسة ان لاتتدخل في مسابقات الجمال, وكما اقرأ هذه المسابقات فقدت الكثير من رونقها, وبدأت تتداخل المصالح المشتركة وهنا غبن للحسناء الحقيقية المستحقة للقب.
نحن بحاجة إلى نفحة جمال في خضم الأعاصير التي تعصف ُبالعراق, هذا الجمال يجب ان يخدم البلد بطريقة ما, وإلا فالأسواق مليئة بالدمى . المرأة الجميلة بحق, يجب ان تكون جميلة الشكل والروح, أن تنثر الجمال بما وهبها الله من النعم والمواهب لإسعاد الناس ونشر الطيب والإنسانية . فما أتعس أمةً وهي تُلبس نسائها وبناتها السواد من الملابس من الرأس حتى أخمص القدمين, واضعةً الجمال في قمقمٍ ولايخرج إلا بأمر السيد المطاع . وما أتعس أمةٍ تستبيح بنسائها وتتاجر بهن وكأننا في عصر الجواري وسوق النساء ولكن بإستخدام التكنولوجيا المتطورة !
فالمرأة جمال وفكر, كلاهما مكمل للآخر, ومعظم الناس على الكرة الأرضية, يستمتعون كل سنة بمسابقات الجمال, فكما نفرح لجمال الوجه ورشاقة القد, علينا أن نفرح لجمال الفكر أيضاً, فعدا الأسئلة الموجهة من لجنة التحكيم الدولية للمتسابقات الخمس او الست الواصلات للنهائي أو قبلها لجميع المتباريات كما علمتُ, نريد من اللجنة أن يطرحوا موضوعا مثيراللمناقشة على جميع المتسابقات, حتى نرى إسلوب مناقشة كل واحدة, وفيما بينهن, والإفكار المطروحة وسرعة البديهة, فالمسابقة يجب أن تأخذ مجراها الطبيعي والسعيد.
(يتبع)