بمناسبة صدور تقرير طبي عالمي الاسبوع الماضي عن القهوة بأنها تحافظ على القلب وتقّويه وتمنع الامراض فقد افتتح الزميلان ستيفاني عنداري ابو زيد وفارس حسن في اس بي اس برنامج «صباح الخير استراليا» مسابقة الاسبوع عن القهوة.. والسؤال كان هل هي في الاصل من اثيوبيا او كولومبيا؟ .. لهذا رأيت ان اكتب هذه المرة عن القهوة الخمرة الحلال:

فنجان القهوة الصغير الذي تحتضنه  بين يديك كل صباح هو واحد من اهم   اسباب  السعادة  ومن مبهجات الحياة، فهو يعطي شعوراً بالتفاؤل والطمأنينة وبداية منعشة ليومك الجديد.

فالقهوة تعطي مزاجاً رائعاً وجميلاً، فما زالت القهوة  تعد أيقونة الصباح وسيدة الدفء حيث انها  تلملم ما تناثر منا في الفضاء، فللقهوه تاثير ساحر على  كثير من  الناس سواء الكبار منهم   او حتى صغار السن احيانا،  فهي روتين الصباح الممتع حتى انها  أصبحت شكلاً من أشكال الإدمان، ويصعب من دونها أن نبدأ يومنا؛ فدائماً يقال: «لولا مرارة القهوة لما استمتعنا بلذة الحلوى!» فجمال القهوة يكمن في مرارتها.

قد تتعدد الأسئلة في عقولنا واذهاننا عن من هو  المكتشف الرئيسي للقهوة؟ وما هي بلد المنشأ لهذا الاختراع العظيم؟

لقد كانت بداية ظهور القهوة في الاديرة الصوفية باليمن جنوب شبه الجزيرة العربية حتى امتدت واصبحت تُصنع في بقية دول الشرق الأوسط كتركيا وشمال أفريقيا وإثيوبيا، وأول تصدير لبذور القهوة كان من إثيوبيا الى اليمن .. حتى وصلت للدول غير العربية كالبرازيل، فالقهوة البرازيلية تعد من اشهر أنواع القهوة في العالم وأهم ما يميز البن البرازيلي عن غيره مذاقه الجميل، وطعمه الرائع.

فالقهوة تختلف من مدن  الى مدن ولها نكهات متعددة تختلف من بلد لآخر، فعاشقو القهوة يتفننون في صنعها حسب طقوسهم المعتادين عليها، فلها طقوس قبلية اجتماعية متعارف عليها، فعلى اختلاف انواعها وطرق تحضيرها تظل هي الأساس في كل البلدان، فكل دولة تشتهر بنوع معين من القهوة وتقوم بإعدادها وتحضيرها بطريقتها الخاصة الناتجة عن ثقافتها وخلفيتها الحضارية، فبدايةً من استراليا:

أهم ما يميز المقاهي في استراليا أن المدينة مقسمة لعدة أماكن لكل منها ثقافة خاصة بها في اعداد القهوة وتقديمها، فهي تحتل المرتبة الثانية والأربعين في إنتاجها للقهوة، فأكثر ما تقدمه المقاهي في استراليا هي «الاسبريسو» وهي التي تزيد فيها كمية الحليب عن القهوة، فتقدم القهوة عن طريق تقديم الحليب الساخن بجانب كوب صغير من القهوة كل على حدة او مزجهم معاً.

< وفي  تركيا: فللقهوة التركية شهرة عالميه غنية عن التعريف . وهناك طرق متعدده   ومختلفة في تقديم القهوة ومن أشهرها القهوة السمكية الثقيلة التي يتم تحضيرها في وعاء خاص للقهوة التركية والتي تعد بمثاية طريقة جديدة لصنع   القهوة، حتي ان لاحتسائها اوقات محدده اما في الصباح الباكر او وقت الظهيرة وعادة ما يتم تقديمها  مع كأس من  الماء البارد.

أما في دول الشرق اوسط ومن اشهرها لبنان تجدهم يبدأون يومهم بارتشاف فنجان القهوة الساخنة على انغام قيثارة الغناء  فيروز او على سماع نشرات الأخبار وافضل طريقة لصنع القهوة  اللبنانية او العربية بصفة عامة تتلخص في التالي:  نضع الماء البارد بمقدار ٧ ملاعق كبيره ماء مع ملعقة كبيرة من البن المطحون في ركوة القهوه بدون تقليب ونتركها على نار هادئة حتى تغلي غلوة واحدة ونرفعها من على النار ونتركها لفترة   ثم نبدأ في سكبها في الفنجان المخصص لتقديمها . هذه وصفه مجربة من خبير في صناعة البن الاصلي

       

< أما  في البرازيل:

فتعد البرازيل أكبر دول القارة الأمريكية الجنوبية، فتحظى بشعبية ضخمة على مستوى العالم، فيتم تحضير هذه القهوة بوضع البُن مع الماء والسكر دُفعة واحدة في وعاء خاص، ثم يتم غليّ هذا الخليط حتى ظهور الرغوة فوق الوعاء ويتم سكبها في فناجين خاصة وتقدم مع كوب من الماء المثلج وقطعة من الحلوى يفضل أن تكون من نوع الشوكولاته البيضاء.

عزيزي القاريء

بعد قراءتك لهذه المقالة عن القهوة وأنواعها وتعدد أشكالها وطرق تحضيرها، هل تعتبر نفسك واحداً  من   المدمنين عليها؟ ام انك من تلك القلة الذين لا يحبون القهوة؟ اذ ان كنت اي منهم : تصالح مع نفسك بفنجان قهوة صغير كل صباح.

تعقيب من محرر الشوؤن الاسترالية هاني الترك

أشكرك يا زميلتي الكاتبة سميرة على المقال القيم .. صحيح ان مصدر القهوة ( الخمرة الحلال) من اثيوبيا ومنها الى اليمن.. ولكن الأتراك نقلوها من دمشق.. وكان لها تأثير ونتائج عالمية عظيمة:

فقد قرأت بحثا لبروفسور سامر عكاش وبإشراف وتمويل مجلس الأبحاث الأسترالي (Australian Research Council) الذي يحمل عنوان(يوميات شامية) مفاده انه بعد ان نقل العرب القهوة من اليمن الى دمشق في القرن السادس عشر .. حيث كانت الدول العربية ترزح تحت الحكم التركي فنقلها الأتراك الى بلدهم.

كان الحضور البارز والجريء للمرأة في الشام .. وانتقال المجتمعات العربية تدريجيا من حالة قديمة الى حالة حديثة تميزت بالانفتاح الاجتماعي .. اصبح يتسامر المجتمعون مع بعضهم باحتساء القهوة في الشام فانشأوا المقاهي.

انتقلت الظاهرة من دمشق الى تركيا بانفتاحها الواسع على أوروبا في عصر التنوير وعصر النهضة .. ومن ثم الى الولايات المتحدة والعالم.

ويظن العالم ان القهوة هي تركية ولكن القهوة هي عربية الأصل.

فقد انتشرت فكرة المقاهي من دمشق ثم الى العالم.. تطورت ظاهرة المقاهي الى تبادل الأفكار والثقافة والحياة الاجتماعية.

من هنا نشات عالمية التحول الثقافي والتواصل التاريخي والتفاعل الفكري والعمراني من العرب في الشام ومنها للعثمانيين ثم الأوروبيين .