
في خضم الحملات الانتخابية، تظهر تصريحات تثير الدهشة. أحد هذه التصريحات جاء على لسان زعيم المعارضة بيتر داتون، الذي قال:
“غالبًا ما يكون المستأجرون ميالين لدعم حزب العمال، ولكن عندما تنضج رؤيتهم السياسية، يتحولون إلى الحزب الليبرالي”.
هذا التصريح جاء بعد أسابيع من محاولات داتون تقديم نفسه كـ”رئيس وزراء المستقبل لمالكي المنازل”، في خطوة تهدف إلى استمالة الشباب والمستأجرين. غير أن تلك الاستراتيجية اصطدمت بعقبة، خاصة بعد أن صرح ابنه هاري بأن تملك منزل بات “شبه مستحيل” للشباب.
جيل جديد يُهمل صوته
أثار تصريح داتون موجتين من الانتقاد. أولاً، بدا وكأن حملته الانتخابية تجاهلت فئتين مهمتين: الشباب والمستأجرين. والمثير أن عدد الناخبين من جيل Z والميلينيالز تجاوز ولأول مرة عدد جيل الطفرة السكانية. ورغم ذلك، اعتبر داتون آراءهم غير ناضجة سياسيًا.
ثانيًا، زعمه أن الشباب ينضمون تلقائيًا للحزب الليبرالي مع تقدمهم في السن لم يعد دقيقًا. تشير دراسة انتخابية أُجريت عام 2022 إلى أن الشباب يبدؤون بتوجهات تقدمية ويواصلون هذا التوجه حتى بعد التقدم بالعمر، مما يمثل تهديدًا حقيقيًا لليمين الأسترالي.
توجهات جديدة للشباب
أظهرت الدراسات أن أقل من ربع الأستراليين دون سن الأربعين صوتوا للائتلاف في 2022. ووفقًا لمركز الدراسات المستقلة، فإن استمرار هذا الاتجاه سيبقي الائتلاف في المعارضة لعقود.
القضايا التي تهم الجيل الجديد
أثناء الحملة، عبّر كثير من الشباب عن عدم رضاهم عن سياسات الائتلاف. قال إليجاه فوكينز، البالغ من العمر 20 عامًا:
“أهم أولوياتي كانت السكن، المناخ، وإنهاء الحرب على غزة، ولم يقدم الائتلاف أي حلول جدية”.
وأضاف أنه دعم المستقلة ديب ليونارد، آملًا بأن تتبنى حكومة ألبانيزي إصلاحات جذرية في السكن.
مناخ سياسي جديد
البيئة، كذلك، كانت من القضايا الحاسمة. قال الشاب راسل جونز (32 عامًا):
“سياسات المناخ لدى الليبراليين كانت سطحية وغير واقعية، ولم تقدم سوى أرقام مشكوك فيها”.
خطاب تواصلي تقليدي
رغم أن الحزبين أنفقا على الإعلام التقليدي، إلا أن حزب العمال ركّز على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر. ظهر زعماؤه على تيك توك وبرامج بودكاست شهيرة، بينما فضّل داتون القنوات المحافظة مثل سكاي نيوز. هذا الفرق في النهج أسهم في جذب الشباب إلى حزب العمال.