تتزايد التوترات داخل واحدة من أكبر العصابات في عالم الجريمة في سيدني، حيث يهدد الوضع بالتصعيد مع اندلاع مشاجرات علنية وإطلاق نار أثناء المرور في الأشهر الأخيرة، وهي حوادث قيد التحقيق من قبل الشرطة في إطار تبعات الصراع بين العصابتين.

تعد شبكة الجريمة المنظمة “العمادين” قوة مهيمنة في عالم الجريمة في المدينة طوال العقد الماضي، حيث شاركت في حرب عصابات دامية، مما جعلها واحدة من الأهداف الرئيسية لشرطة ولاية نيو ساوث ويلز، تحديداً وحدة مكافحة الجريمة.

لطالما ادعت الشرطة أن عصابة “العمادين” كانت مدعومة من عصابة “KVT”، وهي عصابة من أصل فيجي، التي عملت جنباً إلى جنب لتقديم “القوة البدنية” في الشوارع. ولكن في الأشهر الأخيرة، قال مصادر من عالم الجريمة إن العلاقة بين “العمادين” و”KVT” قد ساءت، مما جعل الشرطة تولي اهتماماً إضافياً لكل من العصابتين.

وقال مصدر في الشرطة: “أولويتنا هي منع التوترات من التصعيد إلى ما شهدناه في السابق”.

تجري الشرطة حالياً تحقيقات حول حادثة إطلاق نار في “غيلدفورد ويست” في 16 أبريل، يُعتقد أنها مرتبطة بالصراع، حيث كان أحد المقيمين في المنزل المستهدف معروفاً بعلاقاته مع إحدى العصابات. وقع الحادث بعد ثلاثة أيام من اندلاع مشاجرات متعددة في جنازة والد أحد أعضاء عصابة “العمادين”. وقال أحد المصادر: “لقد انفجر الوضع، كانت مشاجرة كاملة”، بينما أضاف مصدر آخر: “ثم بعد المشاجرة، كانت هناك معركة أخرى عندما كان الجميع يغادرون”.

حالة أخرى قيد التحقيق من قبل الشرطة هي مشاجرة في صالة رياضية في غرب المدينة في وقت سابق من هذا العام. كانت المشاجرة قد شملت مغني راب مرتبط بعصابة “العمادين” علي “آي هانتشو” يونس، وشريك عصابة “KVT” جوزيف فوكاي، وقد تم الإبلاغ عنها للشرطة، لكن يونس وفوكاي نفيا حدوثها.

وفي الوقت نفسه، كان يُعتقد أن إطلاق النار في “برايتون-لي-ساندز” في فبراير له علاقة بالتوترات بين العصابتين، لكن مصادر الشرطة قالت إن هذا الاحتمال لم يعد محتملاً.

كانت عصابة “العمادين” هدفاً لاهتمام متزايد من قبل شرطة ولاية نيو ساوث ويلز على مدار عدة سنوات. في البداية، كان هناك تصعيد ضد ذراع العصابة لتجارة المخدرات، المعروفة باسم “R4W” (اختصار لعبارة “جاهزون للحرب”)، وهو ما أثر على أرباحهم من توزيع الكوكايين.

ثم أصدرت الشرطة عدة أوامر اعتقال ضد بعض الأعضاء البارزين في العصابة بسبب أدوارهم المفترضة في حرب عصابات مع عصابة “همزي” في عامي 2021 و2022، وكان من بينهم قائد العصابة المفترض، رفعت العمادين.

ويعتقد أن العمادين، البالغ من العمر 34 عاماً، يقيم حالياً في لبنان حيث يحمل الجنسية المزدوجة ويعتقد أنه في مأمن من الترحيل بناءً على الأوامر الصادرة ضده من قبل شرطة ولاية نيو ساوث ويلز.

قالت مصادر إن تبعات الصراع بين “العمادين” و”KVT” هي جزء من نية الأخيرة في الارتقاء في صفوف عالم الجريمة.

وقال مصدر في عالم الجريمة: “هذا ما نراه مع جميع العصابات الإجرامية، حيث يحدث الانقسام داخلياً من أجل أن يظهر الجيل التالي”.