
توفيت الناشطة فيرجينيا جوفري مساء أمس في مزرعتها الواقعة بولاية كوينزلاند عن عمر يناهز 41 عاماً، بعد صراع قصير مع مرض عضال.
كانت جوفري قد استقرت في مزرعتها بعيداً عن الأضواء منذ أشهر، حيث أمضت وقتها في تدوين مذكراتها وإعداد منشورات للمنظمة التي أسستها للدفاع عن ضحايا الاعتداءات الجنسية.
تركت جوفري قبل رحيلها رسالةً أخيرة وجهتها لكل ضحايا الانتهاكات، حثّت فيها كل من تعرض للاعتداء على «عدم التراجع عن مطالبهم بالعدل»، ووصفت النضال من أجل حقوقهم بأنه «واجب إنساني لا يقبل التنازل». ووُجدت الرسالة مطبوعةً بجوار مكتبها في غرفة المعيشة، بخط يدها الواضح ومعها باقة من الزهور البيضاء.
عبرت عائلتها في بيان رسمي عن حزنها العميق لرحيل ابنتهم المقاتلة،
وقالت: «لقد فقدنا صوتاً لا يلين في مواجهة الظلم، وسنواصل مشوارها بإيمان أكبر». وأكدت الأسرة أن المنظمة التي أسستها جوفري ستظل تعمل تحت إشراف أعضاء مجلس الإدارة المؤسسين، حفاظاً على مسيرتها ومبادئها.
في المقابل، خرج عدد من ضحايا الاعتداءات الذين دعمتهم جوفري على الملأ، ليعبروا عن امتنانهم لها ولصمودها. نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لها مع شعارات المنظمة، مصحوبة بتعليقات تكشف مدى التأثير الذي تركته في حياتهم.
على مدى سنوات، لعبت جوفري دوراً محورياً في الكشف عن شبكة الانتهاكات التي كان ينخرط فيها المستشار المالي جيفري إبستين. شاركت كشاهدة رئيسية في عدة جلسات استماع أمام المحاكم الأميركية، وأسهمت في توجيه الضوء نحو معاناة عشرات الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للانتهاك. وقد أسست عام 2019 منظمةً غير حكومية تهدف إلى تقديم الدعم النفسي والقانوني للناجيات.
أقيم مساء اليوم احتفال تأبيني بسيط قرب منزلها، حضره عدد محدود من الأصدقاء والمقربين، وُضعوا على مسافة احترام لمساحة العائلة الخاصة. تلا أحد القادة المحليين كلمة قصيرة أشاد فيها بعمل جوفري، ودعا المشاركين إلى مواصلة التضامن مع كل ضحايا الاعتداءات.
تأتي وفاة جوفري في وقت تتزايد فيه المطالب بسن تشريعات أشد لحماية الأطفال والنساء من الانتهاكات الجنسية في أستراليا. ويأمل العديد من الناشطين بأن تلقى رسالتها الأخيرة آذاناً صاغية لدى صناع القرار، حتى يُصبح نضالها من أجل الحقوق واقعاً ملموساً على أرض الواقع.