
في تطور خطير على صعيد الأمن السيبراني، كشفت تقارير حديثة عن تسريب بيانات تسجيل دخول عشرات الموظفين في بنوك أسترالية كبرى، جراء استخدام برمجيات خبيثة تُعرف باسم “سارق المعلومات”. هذا التهديد لا يقتصر على المؤسسات فحسب، بل يمتد ليشمل المستخدمين العاديين، مما يثير تساؤلات حاسمة حول الأمن الرقمي في أستراليا.
كيف تم التسريب؟
وفقًا لشركة “هدسون روك” المتخصصة بالاستخبارات السيبرانية، تمكن مجرمو الإنترنت من جمع بيانات اعتماد موظفين في بنوك كبرى، أبرزها ANZ وCommBank، بالإضافة إلى بيانات أقل من بنك NAB وWestpac.
تم ذلك من خلال برمجية خبيثة تعمل بصمت، تصيب أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية، وتسحب كلمات المرور والمعلومات الحساسة، ثم تنقلها إلى خوادم المتسللين.
ورغم خطورة الموقف، تؤكد البنوك الأربعة أن أنظمتها مزودة بدفاعات قوية، وأن بيانات العملاء الأساسية لا تزال في أمان.
هل تم استهداف العملاء أيضًا؟
نعم. كشفت شركة الأمن السيبراني الأسترالية “Dvuln” عن سرقة كلمات مرور تخص أكثر من 31,000 عميل مصرفي، تم تداولها على تطبيق “تلغرام” والويب المظلم. هذه البيانات سُرقت من أجهزة شخصية، وليس من أنظمة البنوك نفسها، مما يشير إلى ضعف الحماية على مستوى المستخدمين.
ويقول جيمي أوريلي، مؤسس الشركة:
“الأمر لا يتعلق بشركة واحدة، بل هو تهديد واسع النطاق يمس جميع المستهلكين. كل جهاز مصاب يمكن أن يصبح جسرًا لاختراق أنظمة الشركات.”
هل أجهزتك معرضة للخطر؟
هناك أدوات على الإنترنت يمكنها التحقق مما إذا كانت بياناتك قد تم تسريبها، مثل أدوات “Hudson Rock” أو “Eftsure”. لكن، هذه الأدوات ليست دقيقة بنسبة 100%.
يحذر الخبراء من أن عدم ظهور بريدك الإلكتروني في هذه القوائم لا يعني بالضرورة أنك في مأمن.
كيف تحمي نفسك؟
يوصي الخبراء باتباع خطوات وقائية بسيطة لكنها فعالة:
-
استخدام جهاز منفصل للمعاملات المالية: لا تستخدم الجهاز نفسه للألعاب أو تحميل الملفات ومتابعة شؤونك المالية.
-
منع الأطفال من استخدام أجهزة الوصول المالي: فصل أنشطة الترفيه عن الأجهزة التي تُستخدم في الشؤون الحساسة.
-
تجنب البرامج المقرصنة: تحميل أي برامج غير مرخصة قد يعرض جهازك بالكامل للاختراق.
-
تفعيل المصادقة الثنائية: تأكد من تفعيل المصادقة متعددة العوامل، خصوصًا لحسابات البريد الإلكتروني والحسابات البنكية.
-
تحديث كلمات المرور بانتظام: واستخدام مدير كلمات مرور قوي لتخزينها بأمان.
-
فرض سياسة رقمية منزلية: كما لا تعطي لطفلك مفاتيح سيارتك، لا تعطه حرية تثبيت البرامج على جهازك.
كلمة أخيرة
تهديدات الأمن السيبراني في تصاعد مستمر. ووفقًا للخبراء، فإن أفضل وسيلة للحماية ليست بالذعر، بل باليقظة والممارسات الآمنة. الإنترنت مكان خطير، والحذر الرقمي اليوم أصبح ضرورة لا ترفًا.