
شهدت مدينة ملبورن موجة من الاحتجاجات خلال الأيام الماضية اعتراضًا على مشروع نفق “North East Link”، الذي يُعد من أضخم مشاريع البنية التحتية في ولاية فيكتوريا. المحتجون، الذين تجمعوا أمام موقع أعمال الحفر في منطقة بولين، عبّروا عن قلقهم من الأضرار البيئية والاجتماعية التي قد يُسببها المشروع، خاصة ما يتعلق بإزالة آلاف الأشجار، والضوضاء، وانبعاثات الغبار، وتأثير ذلك على الحياة البرية وجودة الهواء.
المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من 16 مليار دولار أسترالي يهدف إلى ربط شبكة الطرق السريعة الشرقية بالشمالية لتخفيف الازدحام المروري وتحسين التنقل في الضواحي الشمالية الشرقية للمدينة. ومن المتوقع أن يُكمل بحلول عام 2028، حيث يشمل إنشاء نفق بطول 6.5 كيلومتر، إلى جانب تطوير شبكات طرق جديدة ورفع كفاءة المداخل والمخارج بين الطرق الرئيسية.
لكن مجموعات حماية البيئة والمجتمعات المحلية تعتبر المشروع تهديدًا للمتنزهات الطبيعية، وعلى رأسها “Yarra Bend Park” و“Banyule Flats”، وتخشى من فقدان التنوع البيولوجي وزيادة تلوث الهواء في الأحياء القريبة. كما يشير بعض الاقتصاديين إلى أن المشروع يفتقر إلى دراسات تفصيلية حول العائد الاقتصادي الحقيقي، في ظل التكاليف المتزايدة والتأخيرات المحتملة.
من جهتها، دافعت حكومة ولاية فيكتوريا عن المشروع، مؤكدة أنه سيساهم في تقليل وقت التنقل بمعدل 35 دقيقة، ويخلق أكثر من 10,000 فرصة عمل أثناء التنفيذ. كما وعدت الحكومة بتعويض بيئي من خلال زرع مليون شجرة جديدة بعد الانتهاء من المشروع، فضلاً عن تخصيص ميزانيات إضافية لحماية الأنواع المحلية المتضررة.
مع تزايد الأصوات المعارضة وتهديد البعض بالتصعيد القانوني، يبدو أن المشروع سيبقى محل جدل واسع خلال السنوات القادمة، خاصة مع تزايد المخاوف من تداعياته على البيئة والمجتمعات المحلية في ملبورن.